الحوض الشرقى : حراك متصاعد قبيل الإنتخابات والأطراف الفاعلة داخل "الإنصاف" تحدد مرشحيها (أسماء)

تصاعدت وتيرة الصراع الدائر بين القوى السياسية فى الحوض الشرقى قبيل انتخابات مايو، وسط تنافس حاد بين الكتل السياسية الرئيسية للظفر بترشيحات حزب الإنصاف الحاكم، بينما تحبس بعض الأحزاب الصغيرة أنفاسها للظفر ببعض المغاضبين، بعد حسم الخريطة النهائية لحزب الإنصاف.

ولم تضف زيارة الوزير الأول السابق مولاي ولد محمد لغظف أي جديد على المشهد، بل زادت من تقسيم الساحة، وكانت فرصة للعديد من القوى السياسية الصاعدة والكتل الصغيرة، لإعلان مرشحيها، بعد الخطاب الذى تبناه طيلة أيام الزيارة - بحسب بعض زواره- ، والذى أكد فيه على جاهزية الحكومة لإحتواء أي غضب محتمل ومعالجة أي شعور بالغبن ، من خلال البحث عن فرص فى الدوائر التنفيذية لمن لم يحالفهم الحظ فى الخيارات السياسية المحتمل إعلانها فى وقت لاحق من طرف الحزب ولجانه المكلفة بالملف الإنتخابى.

مقاطعة ولاته كانت على موعد مع تجديد الطرف الممسك بالمقاعد الإنتخابية (التائب وعمدة البلدية ) لتجديد الترشح للإنتخابات القادمة، وسط حظوظ جد كبيرة للنائب الحالى سيدى ولد جاجوه، رغم ظهور بعض الأطراف السياسية الراغبة فى الحضور، وشعور قوى تقليدية أخرى بالغبن، بعدما خسرت كل ممثليها داخل الجهاز التنفيذي دفعة واحدة مع بداية حكم الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ٢٠١٩.

أما فى باسكنو فلا يزال رجل المقاطعة القوى محمد محمود ولد حننا يتسيد المشهد بأريحية كبيرة، مع حضور معتبر لشقيقه الشيخ ولد سيدي ولد حننا فى الطرف الآخر، وحضور فاعل لوزير الدفاع حننا ولد سيدي والضابط بالمؤسسة العسكرية الفريق حننا ولد هنون، والنائب فيه ألمان ولد قشه، والمدير المساعد لشركة الحفر الشيخ ولد قله، وسط سيطرة مطلقة للحزب الحاكم على أغلب المجالس المحلية بالمقاطعة، والقوى التقليدية الفاعلة فيها.

وفى أمرج يحضر التحالف الأبرز بالمقاطعة بشكل لافت، ويعتبر النائب الفضيل ولد سيداتى من أبرز للمرشحين عن دوائر أمرج وعدل بكرو فى الوقت الراهن، بينما يشكل الوزير الأول الأسبق الشيخ العافية ولد محمد خونه واجهة للحلف، بعد غياب شقيقه الوزير سيدنا عالى ولد محمد خونه عن الساحة المحلية، منذ انحيازه للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز، وتعاطيه بشكل فاتر مع الرئيس والحكومة والحزب الحاكم.

وفى مقاطعة النعمة (عاصمة الولاية) يسود الكثير من الغموض خيارات حزب الإنصاف الحاكم فى مجال النواب. وتتصدر تحالفات سياسية قبلية محلية واجهة المشهد العام، كتحالف النائب فاطمة بنت الجيد - رغم خروج الوزير السابق الشيخ أحمد ولد أحمدات من الساحة السياسية نظريا ، بحكم اختياره رئيسا للمحكمة العليا، كما يحضر الحلف الذى يقوده النائب البكاي ولد الخو بشكل لالبس فيه، ولايمكن تجاوز السفير سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه إطلاقا، مع حضور وزير الإسكان سيد أحمد ولد محمد ، والنائب الحالى عن المقاطعة ولد الديده والنائب السابق خطرى ولد أعل والنائب محمد ولد ديدي فى المشهد العام للمقاطعة بشكل كبير، مع إمكانية ظهور مرشحين جدد لمقعد النائب بالمقاطعة العتيدة.

ويحافظ شقيق الوزير الأمين العام للرئاسة على مكانته ببلدية بنكو، وحضور معتبر بأجريف.

ولم يحدد رجل الأعمال محمد الغيث ولد الشيخ الحضرامى ملامح الهدف الذى خطه لنفسه خلال المرحلة الحالية بعد صدمة 2018، وتعامل الحزب الحاكم معه، بينما يتطلع فدرالي الحزب الحاكم فى الوقت الراهن ولد الشيخ سعدبوه لقيادة لائحة الجهة عن الحزب الحاكم ، وهي رغبة يشاركه فيها كلا من ؛ رئيس الجهة الحالى محمد ولد التجانى، ومستشار وزير الداخلية اسلمو ولد أمينوه (تمبدغه ) ورئيس قسم الحزب الحاكم بتمبدغه عابدين ولد الزين (تمبدغه)، وربما يدخل البعض الآخر على خط الصراع من جديد خلال الأسابيع القادمة.

وفى مقاطعة تمبدغه يتحرك رجل الأعمال الشاب سيد الأمين ولد باب (نجل عمدة حاسى أمهادي ) إلى المجلس النيابي، مدفوعا بتحالف عريض من العمد والقوى السياسية التقليدية والشبابية؛ كعمدة أطويل سيدى محمد ولد وياس ، وعمدة تمبدغه أحمدو ولد محمدو، وعمدة بوسطيله أسغير ولد حيمدون، ونائب رئيس الجهة عابدين ولد الزين، ووزير المياه السلطان ولد الطالب أعمر، والمرشح لعمدة بلدية الصحبى
أفضيلى، مع اعتماده على علاقات والده التقليدية، وهو أحد العمد الفاعلين بالمنطقة خلال العقد الأخير.

كما برزت كتلة سياسية وقبلية وازنة بمرشح آخر، هو عبد الرحمن ولد الشيبانى، نجل الزعيم التقليدي بالمنطقة الشيبانى ولد ابراهيم، وسط دعم واسع من محيطه القبلي، وبعض القوى التقليدية التى أصطفت إلى جانبه، باعتباره يتطلع إلى حق مشروع، وينافس من أجل تمثيل مستحق لثانى أكبر بلدية فى المقاطعة (بلدية أطويل)، وتحالفات أخري ببوسطيله وتمبدغه وحاسى أمهادي.

وهنالك أطراف محلية أخرى أكدت رغبتها فى الحضور ضمن ترشيحات حزب الإنصاف الحاكم خلال المرحلة المقبلة والإستمرار فى المشهد العام الإنتخابى ؛ كالنائب الحالى دونه ولد المختار ورفيقه فى المأمورية الحالية البو ولد خطوري، بينما يتنافس ثلاثة مرشحين للظفر بترشيح الحزب الحاكم للبلدية وهم على التوالى : العمدة الحالى أحمدو ولد محمدو/ العمدة السابق أعل ولد الشيخ محمد الأمين، والمدير الجهوى للتعليم بنواكشوط الغربية محمد ولد جلفون (بمبله) ولاعلاقة للترتيب بالمكانة السياسية، بل إن حضور الأخير وشقيقه الوزير السابق أحمدو ولد جلفون محل حديث متصاعد داخل أروقة صنع التأثير بالبلدية.

وفى أنبيكت لحواش يتشبث حلف الوجيه السالك ولد أسلامى بمقعد الدائرة فى البرلمان، بعد تراجع منافسه السابق بل وخروجه من الحياة الحزبية (الوزير اسلكو ولد أحمد إزدبيه)، كما يطمح الوجيه سيد أحمد ولد أمخيطرات لشغل مقعد النائب هذه المرة، وهو ما سيشعل أوار الحرب الدائرة منذ فترة بين الطرفين.

وفى مقاطعة جكني تبدو الصورة أكثر من معقدة، فلكل طرف حضوره وساحته وأنصاره على الأرض، وتبدو المفوضة فاطمة بنت خطرى قد حصنت موقعها التنفيذي كفاعلة سياسية لها مكانة كبيرة لايمكن تجاوزها كما تقول ذلك أنشطة المفوضة وحضور أنصارها بمختلف المجالس المحلية، بينما أكد الحلف المحسوب على الوزير الأول السابق يحي حدمين قدرته على تثبيت تحالفته السابقة، رغم سنتين من الملاحقة القانونية، وأربع سنوات من مغادرته لموقعه بالوزارة الأولى، بعد انتخابات المجالس البلدية والنيابية والجهوية 2018.

وقد أفتك حلف الأمل الجديد مكانة لنفسه بين الأحلاف السياسية التقليدية، وذلك بعد تقارب مستشار رئيس الحزب الحاكم ورجل الأعمال اسلكو ولد حيده، ومدير سلطة تنظيم النقل الوزير الحسن ولد عوان ، وهو ماقد يمنح الفاعلين فيه مكانة أكبر داخل الوسط الذى يتحركون فيه.

#زهرة_شنقيط
#تابعونا