اترارزة : حراك متصاعد قبل يومين من زيارة الرئيس (تقرير)

تعيش مجمل مقاطعات اترازرة على وقع حراك متصاعد، قبل يومين من زيارة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى للولاية، بينما يرابط أغلب وجهاء وأطر الولاية بالعاصمة نواكشوط، فى انتظار يوم الزيارة ( الخميس القادم).


 

وحدد القائمون على الزيارة يوم الخميس لوصول رئيس الجمهورية، بينما يتوقع أن يصل رئيس الحزب الحاكم ماء العينين ولد أييه إلى الولاية يوم الأربعاء، من أجل حضور الزيارة، وترأس بعض الأنشطة الليلية بعاصمة الولاية (روصو)، واستقبال المهتمين بالإنتخابات التشريعية والبلدية والجهوية المقبلة.

 

ومن المتوقع أن يصطف عشرات الأطر عن مدخل مدينة روصو من أجل استقبال رئيس الحزب الحاكم، وتنظيم استقبال لوفده، والظهور بمظهر القوى الفاعلة بالولاية، وهو مايضعف الحراك المحتمل لتنظيم استقبال جماهيرى لرئيس الجمهورية، لحضور أغلب المعنين بالتنظيم والتحضير إلى عاصمة الولاية بيوم كامل قبل وصول الرئيس، ومن دون الجماهير التى تشكل ملح الإستقبال.

 

وقد يلجأ رئيس الحزب الحاكم إلى تقليص الإحتفالات المقررة تنظيمها بمناسبة وصوله إلى روصو، بحكم الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية،وعدم الظهور فى الصورة بشكل يربك المتابعين لزيالرة الرئيس، مع تكثيف التواصل المباشر وغير المباشر مع القوى السياسية ورجال الأعمال والمجموعات الشبابية من أجل تأمين استقبال كبير لرئيس الجمهورية يوم وصوله لعاصمة الولاية.

 

وينحدر الوزير الأول محمد ولد بلال من ولاية اترارزه، ومنها ينحدر عدد من سفراء البلاد، والأمناء العامين، والمدراء، وكبار الشخصيات الوازنة بالمشهد الحالى، مع حضور قوى للمعارضة الموريتانية داخل بعض المقاطعات كروصو ، التى يعتبر أنصار حركة إيرا القوة الضاربة فيها، ومقاطعة واد الناقه حيث ضمن حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية مساحة كبيرة داخل الخارطة السياسية للمجالس المحلية المشكلة لها، مع حضور تاريخى ورمزى فى نفس الوقت لتكتل القوى الديمقراطية بمقاطعة بوتلميت، لكنه حضور قد لايستثمر فى صد السكان عن الزيارة والأنشطة المقررة بالتزامن معها، بحكم العلاقة الهادئة بين الرئيس والقوى السياسية الحاضرة فى المشهد، وهو ما يزيد من الغضط على الرموز المتصدرة للمشهد فى الولاية خلال الفترة الأخيرة.

 

ولم يظهر الوزير الأول محمد ولد بلال كقائد فعلى لتحالف سياسى بالولاية منذ توليه مقاليد الوزارة الأولى قبل سنتين ونصف ، لكن لم تطرح الأطراف السياسية المستفيدة من وجوده فى هرم السلطة أي أسماء مناوئة له، ولم يظهر كطرف معزول من القوى السياسية المهتمة بالحراك القائم، رغم عدم تبنيها له فى الظاهر، إذا أستثنينا التصريحات التى أدلى بها الوزير السابق بيجل ولد حميد فى كرمسين قبل أشهر.

 

وقد رصدت الجهات الإعلامية المهتمة بالحراك الجارى قبيل الزيارة نشاطين فقط خلال الساعات الماضية، (تجمع قرى المجد الذى يقوده المدير العام لميناء نواكشوط المستقل، وتجمع لأطر ووجهاء المذرذرة بدعوة من الوزير السابق باب ولد سيدى)، بينما يتم تداول معلومات من أعماق أترارزه عن تحرك يقوده الوزير السابق المدير ولد بونه ، وحرامك آخر تقوده المديرة ميمونة بنت أحمد سالم، من أجل حشد وتعبة بعض الأطراف المؤثرة فى المسار الإنتخابى، والتى كان لها دور كبير فى الإٍستقبال الذى نظم لرئيس الجمهورية  محمد ولد الشيخ الغزوانى قبل سنة وبضعة أشهر.

 

كما يقول أنصار الوزيرة السابقة الناه بنت الشيخ سيديا بأنها قطعت عطلتها فى الجارة السينغال، وقررت العودة لمسقط رأسها من أجل تعبئة أنصارها للمشاركة فى استقبال ريس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى.

 

ومن المتوقع أن يلئتم أبرز أطر واد الناقة فى مبادرة تجمع مدير ديوان رئيس الجمهورية اسماعيل ولد الشيخ أحمد وبعض رجال الأعمال وأحد نواب المقاطعة، من أجل تنظيم استقبال للرئيس، وهو تحالف حضر خلال الزيارة الماضية عبر بناء مخيم للضيافة شمال مدينة روصو ، ونقل الجماهير إلى عاصمة الولاية من مقاطعة واد الناقه لحضور استقبال الرئيس، وكان رجل الأعمال البارز محمد ولد الحسن من أبرز الفاعلين فيه، وهو أحد رجال الأعمال المستثمرين فى المنطقة منذ فترة، والداعمين للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى.

 

بينما لايزال الزعيم الصوفى البارز الفخامة ولد الشيخ سيديا خارج المشهد، بحكم اعتزاله للعملية السياسية منذ أكثر من سنة، وقد سافر قبل أيام إلى السينغال مع عدد من مريديه. ولم تتمكن القوى الداعمة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى من اقناعه بالتخلى عن موقفه من العملية السياسية والعودة إلى نشاطه السابق، رغم ظهوره المتكررة خلال الفترة الأخيرة فى الولاية دون اتخاذ موقف من العملية السياسية بشكل واضح.

 

متابعة زهرة شنقيط