"في بحر الأسبوع الماضي بدت حليمة وهي تمارس عادتها القديمة، غير مكترثة بالإينشيريين ولا مراعية فيهم إلا ولا ذمة، فاتضح للعيان جليا أن غريزة: الوالي ومندوب الشباب والرياضة في الزبونية والمحسوبية لم تشبع.
ولم تلح لها في الأفق بوادر إشباع، حيث توجا مسارا حافلا بالإخفاقات، قوامه احتقار المواطن البسيط، وعدم الاكتراث لأناته ومشاكله وقبعه تحت خط الجهل والفقر المدقع، وعدم بسط اليد للشباب لخدمة قضاياهم ، فالوالي وبعد أن شبه مدينة أكجوجت، بالحرف الواحد، "بمدينة الأشباح"، في حلقة مباشرة على أثير المحطة الجهوية للإذاعة، إمعانا منه في التهكم والسخرية، تداعت، حينها، الجموع إليه في محل إقامته، مهددة إياه، ومطالبة له بالاعتذار عن التصريح ، فلم يلق لها بالا، معتبرا إياها جماعة من "البلطجية" الخارجة على القانون! لقد بدأ هذا الوالي، عند تعيينه، بجس نبض المنتخبين المحليين، وقادة المجتمع المدني، والوجهاء، فإذاهم ميتون سريريا، حينها بدأ ينفذ مخططه المحكم، والذي لامس أرضية ملائمة له (فرق تسد)، ففرق الساكنة شيعا وطوائف، ليجد موطئ قدم له، فتوجه إذ ذاك تلقاء الشباب فأوجسوا منه خيفة، وأتوه رغبا ورهبا، ليقول لهم: لقد أكلتم يوم أكل الثور الأبيض، لتأتي القشة التي قصمت ظهر البعير، بانتداب ممثلين لولاية إينشيري في مؤتمر الشباب الإفريقي المقام بانواكشوط هذه الأيام، حول:"السلم والتنمية" لما يكملوا بعد فصول الإعدادية، وليست لديهم مؤهلات من أي قبيل تشفع لهم، وقد حرر لائحتهم مندوب الشباب والرياضة الذي لايأتي للمدينة إلى في المناسبات ، وأمضاها الوالي نفسه ، راميين بالقوانين عرض الحائط ، ومبطلين حق عشرات حملة الشهادات العليا من أبناء المدينة، الذين لو كانت لسيادتهما بقية أخلاق وشيء من التقوى، لكانا انتدبا ثلاثة منهم كفيلين بتمثيل الولاية أحسن تمثيل، حفاظا على بقية ماء الوجه، أمام هذه الفضيحة المدوية، ما كان من ثلة من شباب المدينة، وأنا من ضمنهم، إلا أن زارت الوالي في منزله بعد أن جاءت لمندوبية الشباب والرياضة فوجدت بابها موصدا، كالعادة ، وطرحت عليه المشكلة، فحاول، في بداية الأمر، أن يتماسك في ظل إلحاح الشباب على إيجاد مسوغات لهذا الإنتداب، ليتضح تورطه ووهن حجته، ثم طرد الشباب لأنهم أقاموا عليه الحجة، فبدأ الشباب خطواته في رفع القضية في الإعلام وإطلاع الرأي العام على ما يجري. وما لبثنا يومين حتى تم دس الشيب في الأمر الشبابي حيث خرج ثلاثة نفر من مجندي الوالي ومندوب الشباب والرياضة قي مقال حرره أحدهم راجين أن لايعبر عن المستوى المعرفي لمن يدعون أنهم أبناء هذه الأرض التي عرفت بالعلم والعلماء حيث يفيد سياق هذا المقال أنه "دعوة إلى مراجعة الذات " ولكن العنوان حمل عبارة "دعوى ". فهل كان ينوي هذا الكاتب فعلا رفع دعوى قضائية ضد الشباب الذين وقف هو نفسه ذات يوم معهم وصور وقفتهم الإحتجاجية أمام سيادة الوالي عندما شبه أكجوجت بمدينة الأشباح ، فأي تناقض صارخ هذا ، ألم يجر الرجل تغيير مساره ب 180 درجة .
وادعى إمضاء كتابته من قبل الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية وقد نفى رئيسها جملة وتفصيلا علمه بهذا المقال ، كما ادعى بأن ثمة أيادي خفية تحركنا وندعو إلى الإخلال والسلم الجهويين وهي تهم لا تستحق الرد فاستتباب الأمن هو أولوية الأولويات بالنسبة لنا وهذا نص المقال : "( دعوى إلى مراجعة الذات إن ما شهدته الولاية هذه الأيام من تصرفات غير ناضجة تجاه بعض المسئولين السامين في الدولة وكذلك تجاه الشباب الرافضين لهذه التصرفات ، تستدعي منا كشباب يهتم بكل الشؤون المحلية والوطنية أن نطالب هؤلاء الشباب الذين بدرت منهم هذه التصرفات إلى مراجعة أنفسهم لان المحافظة على السلم ونعمتي الأمن والأمان لن يعوضهما أي تهور ، فشبابنا واع وحتى من قام بهذه التصرفات ربما قام بها كنوع من الحماس الشبابي الذي نأمل أن نعمل معا وبتعاون الجميع لتجاوزه حفاظا على شعبنا ووطنا وتعايشنا السلمي ، فنحن كشباب رافض لكل أشكال التفرقة والتمييز التي يدعوا لها هؤلاء ويخططون لها عبر أيادي وجهات خبيثة لا تريد الخير لهذا الوطن لنؤكد وقوفنا ودعمنا لمؤسسات الدولة حفاظا على الأمن والسكينة والاستقرار، ونشير إلى أن كل ما أثير من لغط حول المنتدى الإفريقي للتنمية والسلم المستدامين ومن يحق له التمثيل ومن يحرم عليه كل ذلك كان من أجل مآرب شخصية ضيقة وحبا للذات فالإدارة هي من يحدد ويختار فالتهكم على الشبكة الجهوية للشباب وعلى رئيسها في غير محله وذلك لما قدمته هذه الشبكة خدمة للشباب وللإدارة المحلية في كل المجالات وعلى سبيل المثال لا الحصر : المشاركة في الحملات التطوعية للنظافة ، التدخل في مجال سقاية المواطنين ،الإشراف مع السلطات المحلية في تقسيم الإسعافات المجانية التي تقدمها الدولة للمواطنين الأكثر احتياجا في الولاية ، وهي التي كان لها الفضل في تكوين الشباب من طرف شركة MCM والذي لا يزال مستمرا لحد الساعة وتشرف أيضا بالتعاون مع مندوبية الشباب على تكوين مائة شاب من شباب الولاية في مجالات مهنية مختلفة وبكل نزاهة وحيادية والقائمة تطول لا يتسع المجال لذكرها الآن ، فنحن كهيئات شبابية منظمة تعمل في الإطار القانوني نعلن دعمنا التام لهذه الشبكة وتوجهاتها وسنكون دعما لها مادامت تسير على هذا النهج القويم منددين بما تدعيه هذه الثلة القليلة كما اختارت أن تسمي نفسها بكل أنواع القبلية والطائفية التي يتهمون بها البعض بغير حجة ولا دليل ونطالب هؤلاء الذي يبدو انهم يغردون خارج السرب أن ينخرطوا في الهيئات الشبابية التي تنشط في المدينة ويحاولوا قدر الإمكان ان يفصلوا بين ما هو موجه للشباب والرياضة كي لا يشوش على ثقافتهم ، فنحن شعب تعايش مئات السنين على هذه الارض لا يتحيز إلى قبيلة أو جهة أو عرق و إنما مثلهم كمثل المؤمن للمؤمن كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فعلى شبابنا الواعي أن يتحلى بهذه الأخلاق الحميدة التي ورثناها عن الآباء والأجداد ويبتعد عن كل ما يدعو للتفرقة والإحتقان ونجدد رفضنا ومعارضتنا لكل ما بدر من هؤلاء آملين أن تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية ...".
إنها لعبة لم تحسبها بدقة، أيها الكاتب، وقد تكلفك ما لا تتصوره، إن كنت تعتقد أنك بهذه "الدعوة" أو "الدعاية" ستثني هذا الشباب عن تحقيق أهدافه عبر محاولة الزج به في فتن داخلية فأنت واهم، وإن كنت تعتقد أنك بما تكتب تخدم سيادة الوالي فقد أخطأت الهدف، وستحصل على نتائج عكسية، إن هذا الشباب قد رسم لنفسه هدفا واضحا، وحدد طرقا مشروعة للوصول لذلك الهدف، ولن يثنيه أي شيء عن تحقيق ذلك الهدف وبتلك الطرق التي اختارها.. وإرادة الشباب لا تقهر.. وإن عدتم عدنا..ولدينا مزيد.. ألا لايجهلن علينا أحد .........
كمالا يفوتنا أن نشير إلى أن الوالي رفض بالأمس استقبال أحد أعيان الولاية جاء ليكلمه في أمر عام وهو مشكل مقالع الحجارة التي تضررت منها الساكنة.
أما لآن فتدركون بأن الصورة تجلت وبدأت معالمها تتشكل واتضح أن الوالي ومندوب وزارة الشباب والرياضة إنما يصطادان في المياه العكرة ، مستخدمين الشباب أو من قبل منهم ذلك على الأقل، في أجنداتهم الخاصة، ، كل هذا في ظل إقرار وصمت مهيب من رئيس الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية، والتي، تعمل الآن خارج القانون، ولو أنصف الدهر، لكانت أتلفتها جمعية حماية المستهلك، منذ ما يربو على عام، لأنها، بكل بساطة، منتهية الصلاحية منذ ذلك الحين.
وندعو من هذا المنبر إلى إعادة تجديد هياكلها، فهي تشويه، لعمري، للشباب الإينشيري، لذا يجب إسعافها بدماء جديدة على عجل. وتجدر الإشارة هنا إلى أن جملة التكوينات والورشات التي تنظم لصالح فئة الشباب، يتم تسخيرها من قبل آنفي الذكر لمقربيهم وخاصتهم، في غالب الأمر ، وعلى هؤلاء أن يدركوا أنهم يختبؤون تحت طاولة أزيحت منذ حين، وممارساتهم، التي أخنى عليها الذي أخنى على لبد، أصبحت مكشوفة وغير مقبولة، فليبحثوا لهم عن حيز برزخي يمارسون فيه هوايتهم، ولتشعروا واليكم ومندوب الشباب والرياضة بأن إهانة كرامة الشباب الإينشيري دونها خرط القتاد ، أما الدولة فإذا كانت تسعى حقا إلى إدماج الشباب في العملية التنموية، وتستهدف تكوينهم علميا وعمليا، فعليها أن تكنس، على عجل، هذه المطبات والعوائق التي تمثل حجر الزاوية في إعاقة العملية التنموية، وعلى رأسها الوالي ومندوب الشباب والرياضة، وإلا فإن نذر السوء تنبؤ بمستقبل حالك للشباب ، أما الثقافة بأكجوجت فقد التفت بأكفانها البيضاء وأخذت طريقها في مدرج الفناء.
نظرا للاعتبارات الآنفة الذكر فإن الشباب التالية أسمائهم إذ يشتكون تصرفات الوالي ومندوب الشباب والرياضة آملين أن يلتمس منا حسن النية ورغبة أبناء المدينة في الإصلاح والمصلحين وأن يأفل نجم الفساد والمفسدين إلى غير رجعة.
أكجوجت، بتاريخ: الأحد 26 يوليو 2015
الموقعون: