تشكل زيارة فخامة رئيس الجمهورية لمدينة النعمه في الثاني مارس 2023 حدثا كبيرا له أكثر من مغزى.
لقد جاءت هذه الزيارة بعد أن تلقى الرئيس تقارير يبدو أنها كانت دقيقة وصادقة وذلك لأن كلامه أظهر معرفة شاملة بأوضاع الناس وأحوالهم وتفهما للمطالب المشروعة بل حثا عليها مع تفهم للأولويات والإمكانات.
لقد قال الرئيس كلمات واضحة وصريحة عن أهمية الولاية على جميع المستويات ( المستوى الجيو سياسي والجيو استراتيجي)، وعن مقدراتها، وعن كثافة سكانها، وعن الغبن (وهذه الكلمة لم يقلها عبثا وإنما يعني ما يقول)-نعمْ الغبن الذي عانت منه- ونحن في عهد الإنصاف.
وبناءً على هذه الرؤية الواضحة وعلى التشخيص السليم فقد أعطى الرئيس تعليمات ملزمة للحكومة بدفع القطب الاقتصادي المتعثر -بل بخلقه على الأصح-، وهنا يتنزل توجيه 80 في المئة من المخصص وطنيا لتمويل السدود إلى ولايتنا (32 مليار أوقية قديمة من أصل 40 مليار) مع ما يصاحب ذلك من سن المراسيم المتعلقة بالمنظمات التي ستتولى تسيير البنى التحتية الزراعية والرعوية؛
وهنا يتنزل أيضا مخطط التنمية الحيوانية المتعدد المحاور ونذكر منه الإعفاء الضريبي، والقروض الميسرة، والمياه، والأعلاف، وتحسين السلالات، والحكامة المبنية على إحصاءات دقيقة، والمعهد العالي الذي طالبنا بإيوائه، ومشروع حوض الألبان بأربعين مليون دولار، وإعادة مصنع الألبان إلى الحياة بعد أن أجهز عليه التجار يريدون اقتناءه بأوقية رمزية! ومما لا شك فيه أن الخدماتِ الاجتماعيةِ قد تحسنت بشكل كبير على المستوى الوطني ولكن تبقى بعض المناطق أحسن حظا ورجاؤنا أن نلحقَ بالركب بل نطمحُ لبلدنا إلى المزيد، وكم غمرتنا السعادة عندما أثار الرئيس نسبة الولوج إلى الكهرباء التي هي الأضعف وطنيا مع التأكيد على أنه من غير المقبول انعدام الحاجيات الضرورية للمواطنين من ماء وصحة ومدرسة مثلا.
هذا بالضبط ما كنا نتطلع إلى سماعه فسمعناه واضحا وصريحا والكرة الآن في ملعبنا، في ملعب ساكنة الحوض الشرقي بصفة عامة وطلائعه من طبقة سياسية ومثقفين ومجتمع مدني.
هل نحن جاهزون؟
هل نحن مستعدون لتجاوز المصالح الضيقة، والنظرة الأنانية، والخلافات البائسة العقيمة من أجل التعامل مع اللحظة المفصلية التي نحن مقدمون عليها، مع هذه السياسة التنموية الواعدة التي لن تنجح إلا بمشاركتنا والمثل الشعبي يقول : "أخير قوام من جياب"!؟
واليوم وقد استجابت الحكومة لإعطاء عناية خاصة للتنمية الحيوانية التي هي العمود الفقري لاقتصادِ ولايتنا ودفعت وتيرةَ الأمور التي تسير ببطء ؛ وذلك بتقديم خطة طموحة تهدف إلى عصرنة التنمية بترقية السلالات، وزراعةِ الأعلاف، وتصنيع المشتقات من لحوم، وألبانٍ وجلود؛ لأن العبرة ليست بالكم وإنما بالكيف؛
اليوم وقد اقتنعت الحكومة أن الزراعة المطريةَ التقليديةَ في أزمة ولم تعد ذاتُ مردودية لذا أصبح الفلاح أو المزارع في حاجة إلى مكننة، وتوجيه، وتأطيرٍ ، وبذور ، وسماد، وتخزين، وتسويق للمنتجات، وصيانة للمنشآت؛
اليوم، آن لنا أن نكون على مستوى التحديات وأن نتخذ زمام المبادرة ونكون في خندق واحد وعلى الخطوط الأمامية من أجل النهوض بولايتنا وببلدنا، قوة متحضرة تناقش وتقترح وتراقب، قوة تعتمد على ذاتها ومقدراتها ولا تقبل خنوع المسكين ولا انكسار الضحية، وقد طمأننا خطاب السيد الرئيس على أوضاع البلاد وخاصة على دولة القانون، والمسلسل الديموقراطي الهادئ، والمكانة الدولية التي يحظى بها البلد في العالم بأسره وخاصة في دول المنطقة التي نتخذ معها سياسة حسن الجوار.
وتعقيبا على علاقات حسن الجوار، نود توجيه شكر خاص للسيد الرئيس على إدارته الحكيمة لتطورات الأزمة على حدودنا فقد أدرك جيدا أن اقتصادَ منطقتنا هذه يتأثر كثيرا بأحوال دولةِ الجوار لذا فإننا نثمن ما قيم به ونطالب بمزيد من تقوية الأواصر معها وتفعيل التعاون في جميع الميادين ففي ذلك مصالحُ لاتحصى للبلاد والعباد، فشكرا لحكمتكم وعدمِ إصغائكم إلى دعاة الفتنة أيام الأزمة.
وفي المحصلة؛ فإنها زيارة ناجحة بإذن الله وقد أعطتنا الأمل وفتحت الآفاق !
ونحن واثقون أن قطب التنمية سينجح بعون الله وبفضل العزيمة وتضافر الجهود، وبنجاحه تتحسن الأوضاع في الميادين الأخرى من صحة وتعليم وبيئة و..و…
طموحنا كبير للولاية وللوطن بأسره.
والمكتسبات تكون على قدر الهمة والطموح!
النائب عن مقاطعة النعمه
البكاي ولد عبدالقادر ولد خو