شكلت الساعات الأخيرة من مساء الجمعة (10 مارس 2023) محطة حاسمة فى مسار الملاحقة العسكرية والأمنية للسجناء الفارين منذ الخامس من مارس 2023 ، بعدما قررت اللجنة الأمنية العليا بتوجيه من رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى تكليف أركان الدرك الوطنى بقيادة الفريق عبد الله ولد أحمد عيشه بملف المواجهة المحتملة مع السلفيين فى أدغال جبال آدرار، مع توفير طائرة عسكرية من المنطقة العسكرية بولاية آدرار لمراقبة الأجواء خلال عملية المواجهة المحتملة. كانت أركان الدرك قد حسمت أمرها بتكليف احدى كتائب النخبة فى الجهاز بالمهمة الأصعب منذ 12 سنة ، مستفيدة من انتشار الجهاز على عموم التراب الوطنى وجاهزيته ، وتمركر أفضل وحداته القتالية (المجموعة الأولى للرد السريع والمراقبة والتدخل) فى عاصمة إينشيري (أكجوجت) بالشمال ، وهي وحدة تمتاز بالجاهزية العالية والتسليح الحديث. وقد تحركت القوات العسكرية إلى مظان تمركز الإرهابيين فى جبال " مزمازة" بعد صدور الأوامر مباشرة من قيادة الجهاز. عند الكلومتر 60 شمال أوجفت، بدأت نخبة أركان الدرك الوطنى عمليتها الصعبة بولاية آدرار . 10 كيلومترات قطعها عناصر المجموعة الأولى للرد السريع والمراقبة والتدخل مساء الجمعة سيرا على الأقدام فى منطقة مليئة بالأحراش وذات أودية صعبة، وجبال شاهقة، زادهم قطع أسلحة ثقيلة وأخرى خفيفة، ومعدات اتصال حديثة، وإرادة قوية وقليل من المياه والغذاء. ومع فجر السبت 11 مارس 2023 بدأت الكتيبة العسكرية تحركها نحو مظان الخطر، يحدوها الأمل فى إنهاء مسار مجموعة ذات تفكير شاذ، وإصرار على قتل الأبرياء وأذية الناس. فجأة تشتعل المعركة من مسافة قريبة بين الكتيبة العسكرية والخلية السلفية ، بعدما تم تضييق الخناق على المجموعة داخل أحد الجبال، وهو موقف بالغ التعقيد، لكن الكتيبة تعاملت معه بالحزم اللازم، وبشكل احترافى، مما سمح بتحييد ثلاثة عناصر بشكل فورى، واعتقال العنصر الرابع، رغم القوة النارية الكثيفة من قبل المجموعة المسلحة ، وعنصر المباغتة، والإصرار على القتل الذى تميزت به منذ فرارها من السجن المركزى بنواكشوط الغربية. #زهرة_شنقيط