ولد أجاي يعبث بأحلام مناوئيه فى الأغلبية والمعارضة ويقود حزبه إلى انتصار تاريخي بنواكشوط (تقدير موقف)

لم يتوقع أكثر المتشائمين داخل المعارضة الموريتانية أن يكون صباح الرابع عشر من مايو 2023 بنواكشوط بهذا الشكل الفظيع، ولم يتوقع أي ناشط داخل حزب الرئيس أو خارجه أن يتمكن الوزير القادم من منزله بعد سنتين البطالة والتشويه والحصار والإستهداف من هز أركان المعارضة بكل ألوانها، وسلب العاصمة نواكشوط بهدوء من كل الحالمين بالسيطرة والتحكم فى مسار رقعة ظلت عصية على كل الأحزاب الحاكمة منذ بداية المسلسل الديمقراطى إلى يوم الثالث عشر من مايو 2023.

ألتقيت الوزير المختار ولد أجاي قبل أيام من تكليفه بملف العاصمة نواكشوط، وكان قلقا من مسار العملية السياسية بموريتانيا، ومتحمسا لأي دور يمكن أن يلعبه لصالح الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذى أختاره وأنحاز إليه فى لحظة مفصلية من تاريخ البلد. يقول الوزير المختار ولد أجاي مع بداية  الحراك السياسى قبل أشهر إنه لايريد التدخل فى ملفات لم يكلف بها، وإن قدره الإندفاع فى مايقتنع به ، وبذل الجهد الممكن من أجل تحقيق أهدافه، وهو مايعرضه أكثر من غيره لسهام الناقمين والناقدين، ولكن تلك ضريبة القناعة بالعمل. ويدرك أن القائد الذى يهاب ألسنة الخلق أو يعبد صورته الخارجية لن يكون بمقدوره أن ينجز أي شيء ... غادر ولد أجاي منزل أسرته فور تكليفه بملف العاصمة نواكشوط من قبل قيادة حزب الإنصاف الحاكم، وأتخذ من منزل مفتوح على مصراعيه بين لكصر وتفرغ زينه مقرا لنشاطه السياسى، وعنوانا دائما للإجتماع بمعاونيه وأصدقاء المشروع الذى آمن به، ونقطة تواصل بين مختلف اللجان الفرعية التى أسس وقاد داخل العاصمة نواكشوط. صمت الوزير المختار ولد أجاي بضعة أشهر وحينما تكلم أهتزت أحزاب الأغلبية قبل المعارضة، وتحول عرضه إلى غنيمة يأخذ منها كل مراهق فى السياسة مايحقق له بعض الحضور فى ساحة مزدحمة بالغث والسمين.

أتهموه بجر الحزب إلى هزيمة غير مسبوقة من خلال توتير العلاقة مع الأغلبية الداعمة للرئيس، وبضرب العملية السياسية من الصميم، وطالبوا رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى بعزله عن ملف العاصمة نواكشوط فورا لإنقاذ مايمكن إنقاذه، وحاولوا دق إسفين الخلاف بينه وبين الوزراء المكلفين بمساعدته فى الحملة المحضرة للإنتخابات التشريعية والبلدية الأخبرة.

لم يعلق الرجل على الضجيج القادم من معاقل الأغلبية قبل المعارضة، ولم تلهيه سهام الرفاق عن وضع الخطط اللازمة لتحرير المقاطعات التسعة من أحزاب المعارضة، وتأمين فوز لم يتوقعه غيره، ولم يأخذه مناكفوه على محمل الجد، وهو يتحدث عن أرقام لايريد غيرها بالضبط، وعن إجراءات لابد منها لضمان الفوز بكل المناصب الإنتخابية الأساسية بالعاصمةانواكشوط.

ومع بداية ضخ النتائج الأولية للإنتخابية التشريعية والجهوية كانت هامة الرجل ترتفع تدريجيا بين رفاقه، وكان المنشغلون سابقا بسحله فى فضاء الفيسبوك والمواقع الإلكترونية والقنوات التلفزيونية يراجعون كل صوت وارد من مراكز الإقتراع والنفوس غير مصدقة لما آلت إليه الأمور.

لم يتكلم ولد أجاي بعد مكتفيا بتهنئة الفائزين، ولكن كلمته الأهم سمعت من كل وسيلة اتصال وتردد الصدى عاليا فى كل بيت .. كلفه الرئيس لاحقا بملف تنفيذي أو أحاله للتقاعد .  لن تتغير الصورة أي شيء ..ولد أجاي هو عنوان الأغلبية فى الوقت الراهن ورجل الحزب الأبرز .. أستسلم الكل للواقع أم كابروا لاحقا من أجل أن لايكون للرجل أي حضور فى دوائر أخرى تحتاج بالضبط إليه. زهرة شنقيط؛ 15/05/2023