شكلت نتائج الإنتخابات البلدية الأخيرة فى عاصمة لعصابة (كيفه) صدمة كبيرة لمعسكر حزب الإنصاف الحاكم، وإهانة لمرشح أعلن أبرز رموز المقاطعة دعمه، ثم تركوه يواجه أزمة غير مسبوقة مع بداية العد التنازلى للإنتخابات التشريعية والبلدية.
البلدية التى ينظر إليها كحاضنة لأكبر عدد من أطر الدولة الموريتانية فى الوقت الراهن، أنتفضت فى وجه المرشح عن حزب الإنصاف محمد ولد هاشم، الشاب المثقف المنحدر من وسط الرئيس الإجتماعى، والمدعوم علنا من ثلاثى كيفة الذى طالما تصدر الأخبار الواردة من الميدان ( وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك/ رئيس أرباب العمل زين العابدين ولد الشيخ أحمد/ بلخير ولد بركه)، ناهيك عن السفراء والأمناء العامين وكبار الفاعلين فى هرم الدولة الموريتانية
زار رئيس أرباب العمل زين العابدين ولد الشيخ أحمد المدينة مرتين خلال الحملة، لكن شعبية ابن عمه جمال ولد كبود ظلت فى تصاعد ، رغم انشقاقه عن حزب الإنصاف الحاكم وترشحه من حزب "حوار"، وهو مايطرح أكثر من تساؤل حول مدى تأثير ولد الشيخ أحمد فى وسطه الإجتماعى، وهو رجل النظام الممسك بزمام المال والأعمال، أو مدى جديته فى دعم مرشح الحزب الحاكم، أو مرشح الرئيس محمد ولد هاشم الذى أنتهى به المطاف عند عتبة 3589 صوت، متأخرا عن مرشح حوار بألفي صوت (5636 صوت) ، وبفارق محدود عن مرشح حزب نداء الوطن الذى حصل على 2284 صوت.
أما وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك والذى قدمه تقرير الداخلية – خلال توليه لها- بالشخص الأول فى مقاطعة كيفة عموما، فلم تشفع رمزيته ومكانته كوزير من وزراء السيادة فى إنقاذ مرشح الحزب الحاكم وابن عم الرئيس من السقوط الفج، وهو حال جماعة الخير التى كافحت من أجل الظفر بالمنصب، ثم لم تتمكن من الإسهام فى بقاء العمدة على الأقل بيد الحزب الذى تنتمي إليه، وتنشد التعيين والحضور من بوابته.
مدير حملة حزب الإنصاف الحاكم الوزير السابق المدير ولد بونه – وبحسب مصادر زهرة شنقيط- تدخل أكثر من مرة لحث كتل سياسية بعينها على بذل المزيد من الجهد، لكن يبدو أن قرار الإطاحة بالمرشح محمد ولد هاشم، وقمع طموحه قد أتخذ من عدة دوائر، كان دعمها المعلن وغير المعلن أكثر من حاسم فى مسار الإنتخابات الأخيرة.