قال الوزير الأول الموريتاني يحي ولد حدمين المقاربة الوطنية التي تم اتخاذها لمحاربة الإرهاب أبعدت خطر المتطرفين عن الحدود، وفككت كثيرا من شبكاتهم النائمة، وأجهضت كثيرا من العمليات التي كانت في طور التحضير.
وهي كلها أمور دفعت بلادنا إلى الاستثمار في إستراتيجية وطنية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كل الأبعاد الأمنية والقضائية، والسياسية والثقافية والدينية والإعلامية.
وقال ولد حدمين في كلمة بمؤتمر السلم بنواكشوط إن التطرف العنيف يشكل بما يحمله من وحشية غير مسبوقة وتنام جنوني لصور الجريمة، وتهديد خطير لأمن واستقرار وسكينة الأمم والشعوب، واستنزاف لمقدراتها ومواردها وصرفها عن مقتضيات التنمية المستدامة، أكبر تحد واجهته البشرية في تاريخها المعاصر، كما يمثل تَنامي الجنوح لهذا السلوك المنحرف، وانتشاره كالنار في الهشيم بين الشباب وكل الفئات الهشة، ظاهرة جديرة بالفهم والتحليل للوقوف على أسبابها ومواجهتها من أصولها.
واعتبر ولد حدمين أن الأمور الآنفة الذكر دفعت بلادنا إلى الاستثمار في إستراتيجية وطنية متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كل الأبعاد الأمنية والقضائية، والسياسية والثقافية والدينية والإعلامية، كما أقنعت دولَ المنطقة بضرورة تنسيق الجهود وتكثيف التعاون في الأطر الثنائية ومتعددة الأطراف القائمة، وإنشاء أطر أخرى جديدة، كمسار نواكشوط التشاوري وإطاردول الميدان، ومجموعة دول الساحل الخمس التي تحتضن بلادنا مقرها.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر يومين شخصيات بارزة مثل الشيخ عبد الله بن بيه وباحثون ومفكرون من المغرب العربي ومنطقة الساحل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة إلى المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
وسيتناول المشاركون في الندوة التي ينتظر أن تساهم في إبراز السياسات الفعالة لمكافحة التطرف العنيف، مواضيع الدبلوماسية والأمن والدفاع، الاقتصاد والحكامة، التعليم والإعلام الشباب والمجتمع ،المقاربة الدينية ومقاربة العدل وغيرها من المواضيع ذات الصلة بتقوية أواصر الصداقة والتعاون والتنسيق بين بلدان المنطقة وتحقيق الاستقرار و الأمن و التنمية المستدامة.