بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على النبي الكريم
إنه من عظيم البشرى، ومنن الله الكبرى، حضوري ليوم من أيام الله، فله الحمد والشكر عدد خلقه ورضاه، يوم كرمت فيه جمعية روابط جسور الخير مشكورة من هو أهل للتكريم، والتبجيل والتعظيم، الشيخ الهمام، العلم بن الأعلام، الوارث للمجد والكاسب له، النائل بفضل الله ثم بذلك أعلى منزلة.
أبوك خليفة ولدته أخرى ** وأنت خليفة ذاك الكمال
ذلكم شيخ الشيوخ، من له في العلم والفضل قدم ذات رسوخ، الشيخ: سيد محمد بن إبراهيم أطال الله في العافية والعز بقاءه، وأدام علوه وارتقاءه، وكفاه حسدته وأعداءه.
الله يبقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيك لنا ســـــــــــــــــــــــــــــالما ** برداك تبجــــــــــــــــــــــيل وتعـــــــــــــــــــــــــــظيم
فدم يا خديم العلم وبن خديمه ** وخــدامه من لاحق بعد سابق
ويكلؤك الرحـمن من شر حـــاسد ** إلى ضرر يسعى ومن شر غاسق
كان ذلك الحفل حفلا بهيجا، يدخل على النفوس السرور، ويجلب السعادة والحبور، تداعى إليه الجميع حبا للشيخ وإكراما له، ففيه العلماء الأجلاء، والأئمة الخطباء، والموظفون السامون، والسياسيون المحنكون، والأمراء المشهورون، والمصلحون الناصحون، والوجهاء المطاعون، ورجال الأعمال والصحفيون.
اجتمع كل هؤلاء تقديرا وحبا وإشادة بجهود الشيخ المباركة، ولا غرابة في ذلك ولا عجب، فإنه إذا ظهر السبب، بطل العجب، ولا أرى سببا لهذا القبول - بارك الله - إلا النداء السماوي، نداء أمين الوحي عليه السلام "إن الله يحب فلانا فأحبوه.." وما يلي ذلك النداء المبارك من وضع للقبول في الأرض، أتم الله على الشيخ النعم، وجنبه النقم، وأدام عزه وفضله، وحقق له سؤله.
ولما بدأت فقرات الحفل البهيج ازدادت البهجة، وكادت النفوس من الفرح تطير، ودوت في الأفق عبارات الإعجاب والتقدير، إذ رأى الناس مخرجات محظرة الشيخ المباركة.
ولكـــــــــــــــــــن للعــــــيان لطـــــيف مـــــــــــــــــعنى ** لــــذا ســـــــــــــــــأل المعــــــــــــــــــــــــــــــاينة الكـــــــــليـــــم
كـــــــانت محادثة الخـــــــــــــــلان تخــــبرنا ** عـــن أحمد بن فلاح أحـــسن الخبر
حـــــتى التقينا فلا والله ما سمعت ** أذني بأحـــــــــسن مما قد رأى بصري
فتوالى على منصة الخطابة فتية فتيان، علماء أعيان، اتضح من خلال خطاباتهم ومشاركاتهم، سعة ودقة معلوماتهم، وكل ذلك وشيخهم ينظر إليهم والسعادة تغمره - بارك الله - ولسان حاله يقول: هذا فزدي أنه.
من كان ذا بتّ فهذا بتّي ** مقيّظ مصيّف مشتّ
جرى كل هذا التقدير والتكريم، والناظر إلى الشيخ يقرأ في قسمات وجهه خشيته لربه، واستشعاره لنعمته، فما تعالى وما تكبر، بل تواضع واستبشر، في غير مذلة ولا خور، شأنه في ذلك شأن أعلام السلف الغرر.
يأبى الجواب فما يكلم هيبة ** والسائلون نواكس الأذقان
شرف الوقار وعز سلطان التقى ** فهو المهيب وليس ذا سلطان
فالناظر إلى الشيخ حفظه الله في تلك اللحظات السعيدة، وهو مطرق رأسه شاكرا ربه يتذكر حال جده صلى الله عليه وسلم يوم دخوله لمكة المكرمة فاتحا، فقد كانت لحيته الشريفة تمس قربوص راحلته المباركة، تواضعا وشكرا لله، ولقد حظيت في ذلك اليوم المبارك وسعدت، واطمأننت وفرحت، بلقاء علماء أعلام، هم المصابيح في الظلام، وهم السادة الأعيان غرر الزمان، وهم قطب رحى العلم والمكارم والفضائل، في ولايتنا الحبيبة، ولاية الحوض الشرقي، وإن ولاية ينتمي لها هؤلاء؛ لجديرة أن تفتخر بهم وتعتز.
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
فــما كل الوقـود كـنار مـــوسى ** ومــــا كـــل الفــــواطم كالبتــــــــــــــــول
وأذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: الشيخ محمد الأمين بن العالم، والشيخ محمد المختار بن انبال، والشيخ محمد الأمين بن الطالب يوسف، والشيخ سيدي محمد بن محمد المختار، والشيخ يحيى بن سيد أحمد، والشيخ محمد فاضل الملقب بون ان.
هذه خواطر من ذاك اليوم الأغر، وما شهدت فيها إلا بما علمت، وما زدت بل نقصت.
ما قلت إلا قليلا من مناقبه ** ما زدت إلا لعلي زدت نقصانا
تمبدغة، بتاريخ الإثنين، 4 صفر 1445 ه، يوافقه: 04/09/2023
#زهرة_شنقيط
#تابعونا