لو صدقت كل الأطراف المعارضة مع نفسها ،لقالت بدون مجاملة؛ إن برنامج الطيف المعارض دون استثناء ، وأحلام النخب الطامحة للإصلاح منذ بداية التحول الديمقراطي، تم تدوينه فى ورقة خطها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني بيده فى مرحلة التحول الفاصلة بين موقعه كوزير للدفاع قبل الخروج المدروس من الحكومة ،وموقعه الحالي كرئيس جمهورية منتخب(تعهداتي).
أما حسن التنزيل والتسيير وحمل المجتمع على سبيل الإصلاح فتلك معركة الرجل اليوم، ومبرر البقاء لمأمورية جديدة، وهو أهل لقيادة الحراك الجاري؛ تقديرا لمن يستحق التقدير وتعنيفا لمن لم يصلحه الزجر، وتوفيرا لبيئة عمل مواتية، ومراقبة عن كثب لما يدور داخل أروقة القطاعات الوزارية دون إنشغال عن المخاطر والتحديات القائمة.
تحتاج النخب فى سيرها غير السريع نحو مرابع الإصلاح والتغيير أن تدرك أن التعاون من أجل العبور الآمن مطلوب من الكل، وأن تهدئة الأجواء للقيام بتحول مدروس أقصى مايمكن أن يساعد به الطيف المعارض فى الوقت الراهن.
إن الواقع المحيط بنا (حروب بالجملة وانقلابات عسكرية وكوارث بيئية ) لايشكل عامل إنشغال فحسب، بل يضع علي عواتقنا مسؤوليات جسيمة؛ لم نخطط لها من قبل ، ولم يتوقع صانع القرار فينا أن يكون ملزما ذات يوم بتوفير الأكل والشرب للآلاف من مواطني الغير، لكنها مسؤولية السليم فى جو يطبعه العجز عن توفير تلك الخدمات لطالبيها، بعدما قادت نخب المنطقة الموسومة بالأنانية المفرطة بعض بلدان الإقليم إلي ماهم فيه الآن من ويلات وحروب وتخبط.
حفظ الله موريتانيا وألهمنا جميعا فهم الواقع علي حقيقته والتعامل معه من دون عقد أو حسابات قاصرة.
(*) سيد أحمد ولد باب/ مدير موقع زهرة شنقيط