انقلاب سياسى هادئ بمقاطعة أركيز

خسر القيادي بحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا عبد الله السالم ولد أحمدوا رهانه بعد فترة من انتظار تعيين نجله في مرتبة وزير بعد أن تنقل بين قطاعات البيئة والرياضة وحملته صناديق الإقتراع وسمعة الوالد إلى منصب العمدة المركزي بمقاطعة أركيز، واستطاع الحسن ولد الشيخ تمرير الأمور بسهولة لصالح شقيقه محمد الأمين ولد الشيخ بعد انضاج المخزن للتولفة الوزارية الجديدة.

 

ويعتبر صعود محمد الأمين ولد الشيخ كوزير من دائرة أركيز رسالة بالغة السلبية للأسرة التى احتكرت التمثيل التنفيذي خلال الفترة الأخيرة، رغم خسارته لمنصب النائب، لكنه شكل ضربة بالغة الخطورة على مستقبل المجموعة القبلية التى ينتمى إليها في البرلمان، فقد حسم التوازن داخل أركيز ليلة الأربعاء 2-8-2015 لصالح نائب من "أدوعل" وآخر من "لحراطين" وعمدة مركزى لمجموعة "إداب لحسن"، وهو أمر لن يتغير بسهولة مهما كانت الشطارة التى يتمتع بها الوزير أو شقيقه على أصح تقدير.

 

وتقول النخب المتابعة لتسيير ملف الأشخاص والقبائل بالبلد، إن قبول محمد الأمين ولد الشيخ بالتوزير في حكومة الأشهر الخمسة ضربة بالغة لمجموعته القبلية، رغم أنه انتصار لشخصه الكريم وقد رفاقه ممن ساندوا عزل الوزير الأول يحى ولد أحمد الوقف يتسلمون فرادى مكرمات الرئيس بعد طول انتظار.

 

ولعل أبرز رابح فى التولفة الوزارية الجديدة هو النائب "محمد كين" الذى تحول من خلف مغمور إلى نائب برلمانى عن أكبر مقاطعات أترارزه، فاتحا المجال أمام شريحة لحراطين ذات العدد الوفير بالمقاطعة من أجل كسب حق ضيعتها التوازنات القبلية وتدخل السلطة التنفيذية فى تسيير الأمور الداخلية للمقاطعة.

كما حافظ ولد أحمدوا على مكان يسمح له بالتأثير كجزء من الجهاز التنفيذي (أمين عام)، ويحفظ لذويه الدور السياسي الذي لعبون خلال الفترة الماضية بحكم توليه منصب العمدة، متمترسا خلف تراث من الفاعلية والتأثير صنعه الأب الذي يوصف اليوم بأحد أهم رجالات الفعل السياسي بموريتانيا، بحكم التجربة وتقدير الأمور.

 

زهرة شنقيط