شكل قطاع التهذيب بموريتانيا أسوء كابوس واجهه رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز وطاقمه الوزاري في المأمورية الأولي بفعل فشل الوزراء الذين كلفوا به في تنفيذ رؤية إصلاحية مقبولة أو الرفع من مستوي المنظومة التربوية للبلاد.
ورغم أن أكثر الوزراء فشلا كانوا أكثر الناس حظوة في المأمورية المنصرمة، إلا أن الجميع متفق علي أن مستوي المال الموجه للتعليم والاهتمام المشمول به لم يستطع أن ينقذ القطاع من كابوس اسمه الفشل ظل يلاحقه طيلة السنوات المنصرمة.
لقد أنجز ولد عبد العزيز الكثير للمواطنين كما يقول أنصاره، وحاول انجاز اختراق ما في المنظومة التربوية لكنه فشل بفعل ضعف الوزراء، وحضور الجيوب أكثر من العقول، وتعطل أغلب خطط الإصلاح أمام الزبونية والضغط الناجم عن لوبيات الفساد داخل القطاع.
غير المأمورية الثانية بحسب البعض تحتاج إلي ضربة لازب من أجل تشتيت البنية الهيكلية للفساد التربوي، واحداث تغييرات مؤلمة داخل جسم القطاع من شأنها رفع مستوي القطاع، وإعادة الأمل لجيل ضيعه فساد النخب وعجز الإدارة عن توفير جو مقبول ..
غير أن السؤال الأهم من هو الشخص الذي يمكن أن يدفع به الرئيس إلي واجهة الوزارة في بداية مأموريته الثانية لإعادة التوازن إليها، وبعث روح الأمل في الجيل المعاصر.
زهرة شنقيط تابعت الملف المطروح منذ فترة وخرجت بخلاصة تري أن ثلاثة أسماء فقط مطروحة حاليا بقوة لتولي الحقيبة الأهم بالمأمورية الثانية:
المختار لد أنجاي: وهو مدير الضرائب الحالي ، وأحد الشباب الذين فرضوا أنفسهم في المأمورية الأولي للرئيس من خلال صرامة ا.عجت خصوم النظام، وأراحت خزائنه،وهو مستشار بالوزارة إبان مرحلة الإصلاح الأولي مع الوزيرة نبقوه بنت حابه، ويري البعض أنه مهندس العملية المرة التي أعادت خلط أوراق الأساتذة والمعلمين، ودفعت النقابات إلي التحرك لإجهاض مشروعه مع أن الجميع يقر بعد ذلك أنها التجربة الأهم منذ عقود في مجال محاربة الفساد بالوزارة والفوضوية والتسيب.
يتمتع المختار ولد أنجاي بدعم ظاهر من الرئيس وثقة مطلقة، كما أنه أحد كوادر مكطع لحجار البارزين، وأحد مهندسي نصر حزب الإتحاد واستعادة احدي الدوائر التي أفتكها الإسلاميون 2006 من المخزن، وقد أمضي في الضرائب فترة أسست لتجربة يصعب التراجع عنها، وأعطت للإدارة هيبة ومكانة يصعب علي غيره التفريط فيها مهما غادر الرجل إلي منصب وزاري أو إلي الشارع.
حمود ولد جقدان : وهو عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية وأحد أطر الحوض الغربي، وهو الرجل الذي ألقي إليه الرئيس بقيادة لجنة المنتديات العامة لإصلاح التعليم، وقد أدار العملية التي استمرت قرابة سنة، حيث ألتقي خلالها بأغلب المهتمين بالقطاع، واستمع إلي أغلب الرؤي والمقترحات، وناقش مع أغلب النقابات والشخصيات العامة ملف التعليم وواقعه الهش.
وهو عميد لاحدي أعرق الكليات بجامعة نواكشوط، وأحد صناع القرار بمجالسها التربوية، وصاحب إطلاق أول ماستر بالجامعة ضمن تجربة التحول الجارية نحو تعليم أكثر عصرنة ومسايرة للركب.
لايعرف عنه انتماء حركي ظاهر مع مسحة قومية يزيد من منسوبها صراعه الفج مع طلاب الإسلاميين، وهو أحد مثقفي الجامعة المنخرطين في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا.
وقد يكون الخيار الأخير الاحتفاظ بوزير التهذيب الحالي باعصمان، ليس رغبة في الإصلاح أو تغييرا للواقع وإنما خضوعا لأجندة سياسة ، تري في التنوع والتوازن ركيزة من ركائز الحكم الهش بموريتانيا،رغم أن الرجل أظهر ضعفا وبعدا حقيقا عن واقع التعليم، وأذكي صراعا عرقيا بين مختلف مكوناته، كانت مذكرات التحويل السرية أبرز واجهاته، ولم تكن تصفية رموز الوزارة منه ببعيد.