خلال الحقبة السياسية التي بدأت مطلع 2020 تميز المشهد السياسي بنمط جديد أضفى على اللعبة ضربا من أخلقة الممارسة السياسية
ولعل ذلك ما قاد في واقع الأمر إلى دخول البلاد في عهد فُتح فيه الباب واسعا للفاعلين للمساهمة الفعالة في خدمة الوطن.
وكان هذا النهج فريدا في نمطه ونوعيا وفي مضمونه؛ إذ خلق في ميدان حلبة الصراع السياسي قواعد و آليات تتسم بالمرونة والحكمة التي تجعل المنافسة السياسية تدافعا إيجابا يصب في مصلحة البلد، لا صراعا سلبيا لا يخدم المعارض نفسه، ولا يلبى الطموحات الوطنية في البناء والتشييد.
هذا النهج الجديد هو الذي بدأ به فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني اسلوب حكمه ايمانا منه بأن الوطن بحاجة إلى قوى سياسية متصالحة لخدمة وطنها وناصحة للمسير السياسي، قادرة على إرشاده إلي مواطن الخلل، وليس بعين ناقدة فقط غايتها تثبيط الهمم وخلق شك مريب في كل شيء.
إن التهدئة السياسية مهمة في العملية السياسية برمتها ولذلك كان فخامة رئيس الجمهورية حريصا على خلق ذلك الجو لعلمه_ وهو المعروف بخبرته وطول تجربته _ بأن بناء الدولة يتطلب تضافر الجهود وان مشروعه النهضوي يحتاج جوا ملائما وهادئا لا متأزما مشحونا بالخلافات العقيمة التي لا تقدم ولا تؤخر.
وبالفعل نجح فخامته في خلق هذا المناخ لأول مرة، وسارت المأمورية منذ وهلتها الأولى على خطى ثابتة لا شحناء ولا بغضاء ولا تنافر. وتسارعت وتيرة التشييد والبناء رغم الظروف الصعبة التي عاشها العالم المتميزة بالأنانية حين ضربت جائحة كوفيد 19 وانكمشت كل دولة على ذاتها وانقطعت سلاسل التصدير وبقي كل يواجه مصيره منفردا. وحين ألقت الحرب الروسية الأوكرانية بظلال ثقيلة على العالم وزادت الطين بلة...
هذا الجو الذي نعيشه اليوم ونحن على أعتاب المأمورية الثانية حقيق بأن يصان وأن يحرص على استبابه وديمو مته أكثر من ذي قبل لكي نخوض انتخابات هادئة توافقية شفافة يرتاح لها الجميع لة استمرار لوتيرة البناء والتشييد وحتى نكون جميعا يدا واحدة تبني وتشيد، وليست معول هدم وعرقلة.
إن واجبنا يفرض علينا كذلك أن نعي جيدا أننا في محيط دولي وإقليمي شديد الاضطراب والهيجان ومن ثمة ليس من الحكمة ولا من الوطنية الجنوج للتجاذب والتخندق . وتلك مزية لن يغفر الوطن لمن تسبب في عرقلتها أو التشويش عليها.