ارتقى الشاعر الموريتاني المعروف الدي ولد آدب بجمهور الشعر الموريتاني مساء الجمعة 11-9-2015 إلى أجواء الأدب الملتزم والكلمة الثائرة بعد سنوات من الغياب عن أرض الوطن، والتعتيم الإعلامي الممارس ضد أبرز شعراء البلد المتمترسين خلف أسوار القناعة والضمير.
أمسية شعرية ببت الشعر الجديد كانت محدودة العدد بفعل ضعف التحضير، ثرية المضمون بفعل قوة الكلمة وسلاسة الإلقاء ونقاء الأحرف التي كتب بها الشاعر أيقونة دواوينه بعد رحلة عمر دامت أكثر من أربعة عقود بين "الحاء " و"الباء".
لم يخف الشاعر أدي ولد آدب وهو يلقي أجمل قصائد أمام جمهور البيت المتواضع بنواكشوط الغربية شعوره بالغربة بين قومه، رغم قوة الانتماء الوطن والحنين للأهل الذي تميز به طيلة مساره، ولا الاحتفاء الذي قوبل به من طرف الجمهور الموريتانى مع كل اطلالة يطلها عبر شاشات الغير.
إني غريب بين قومي هاهنا .. ليس المكان ولا الزمان زماني
أنا شاعر قد فاض في وجدانه.. نبع المعاني من يد الرحمن
ولعل سبب الشعور بالغربة هو الإحساس بالذات والصبر علي أشواك الطريق، والإصرار على المواصلة رغم مغريات الواقع الذي اختلس أبرز رموز الكلمة بموريتانيا.
رمض الرصيف أعز لي من مقعد ... يحشو فمي وا صرخة الأوطان
في تمتماتي ماتزال بقية .....من كبرياء الحرف ملأ جناني
ولايبدو الإحساس بالذات هو السر الوحيد الذي يمنع الشاعر من التأقلم مع حياة العصر اليوم، والانخراط في جوقة الشعر والشعراء ، المتاجرين بقيم الشعب، ذابحي قدسية الكلمة من أجل ارضاء البطن والسلطان، بل لقناعته التامة بأن للشعر رسالة وللشاعر دور وللكلمة قيمة اختصرها في بيته الجميل الذي اختتم به أروع قصائد الأمسية الشعرية النادرة.
إن الوجود بدون عينيي شاعر.. جدب كئيب باهت الألوان .