رئيس حزب الإصلاح يلقي خطابه الأول منذ اجتياح صنعاء

أشاد رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح محمد عبدالله اليدومي، بموقف الأشقاء في دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين، ووصفه بأنه الموقف الذي غيروا به مجرى تاريخ المنطقة العربية ومستقبل أيامها، ولبوا نداء إخوانهم في اليمن المرتبطين بهم مصيرياً.

وقال اليدومي في كلمة وجهها بمناسبة الذكرى الـ25 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح، على قناة سهيل، مساء اليوم الاثنين: "لقد امتزجت دماؤنا بدمائكم فهل بعد الدماء نسب ؟! لقد تشاركنا في أنات الجرحى وفي مدافن الشهداء".

 

ونوه اليدومي بأن الشعب اليمني عرف الإصلاح طوال ربع قرن، وهو يتعامل بجدية كاملة سواءً في الحكم أو المعارضة، مقدماً التنازلات وصامتاً عن الافتراءات الممنهجة والأكاذيب التي تحاول النيل من تجربته.

 

وأضاف بأن ذكرى تأسيس الإصلاح تمر بعد ربع قرن من المواجهة مع الإستبداد وإرثــه والنضال من أجل مجتمع المساواة ودولة المواطنة الحقة والمنضبطة بقوانين العدل في جميع مجالات الحياة، والإلتزام بنهج النضال السلمي الذي يجنب البلاد العنف ويراكم خبرة السلم الإجتماعي في مواجهة العنف وأدواته.

 

وأشار إلى أن الإصلاح ظل يعالج أسباب التشتت والتشرذم، وسعى جهده لترسيخ دعائم العمل الوطني والنضالي على أساس من المواطنة المتساوية، وتعزيز حقوق الإنسان وحاول جاهداً أن يلفت النظر الى أن الفوضى والإنتهازية وتمجيد الذات وتضخيم الأنـا بالمهرجانات الفارغة ومشاريع الوهم والتي لن تبني وطنا.

 

وقال: لقد عرفنا شعبنا حين استدعانا وهو في ميادين الثورة الشبابية حين اختار طريق الثورة على نظام عجز عن إصلاح نفسه ورفض القبول بالآخر، وتحول الى مشروع إفقار شامل للشعب ، ونكبة حقيقية على ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة ، والتي انعتق بها شعبنا من ربقة العبودية وحطم بها قيود استعباده ونال بها حريته ونفض عن كاهله عفونة التخلف وحياة الكهوف".

 

وفي الفترة التي أعقبت الثورة السلمية نوه اليدومي بحضور الإصلاح بكل طاقته حتى أن الطغيان لم يعد يرى في الساحة غير الإصلاح، فيما كان الإصلاح لا يرى في الساحة غير الشعب بكل أطيافه وقواه الوطنية الحية".

 

ولفت اليدومي إلى أن اسهام الإصلاح في إحداث التنمية الإقتصادية من خلال الدفع بأبنائه لتبني المشاريع الوطنية التي تسهم في التخفيف من أعباء الفقر والتخفيف من وطأة غياب الدولة ، والدفع بعجلة الإستثمار والقطاع الخاص من خلال مشاريع تنموية، بينما كان الآخرون يستوردون الأسلحة والقذائف ، ويعززون تجارة الموت ، حتى جعلوا الوطن كله مخزناً للذخيرة.

 

واعتبر اليدومي أن رؤية الإصلاح للإرهاب الذي يعتبره مثل السرطان نتيجة ناشئة عن سياسة الإفقار والجهل والأفكار الضالة التي تجد في صفوف المعدمين والجهلة محاضن للتجنيد والإستغلال، وهو قضية مركبَّه: إقتصادية تنموية كما أنها قضية ثقافية في بعدها الأهم، وقضية أمنية في الوقت نفسه.

 

وأكد اليدومي إن مكافحة الإرهاب مهمة وطنية تهم كل أبناء الوطن ، ويقع العبأ الأكبر من هذه المهمة على عاتق الدولة في المقام الأول والقوى الوطنية بعد ذلك، ولا يصح أن تكون مكافحته ذريعة لإستبدال وسائل عنف بعنف مماثل .. مؤكداً على رفض العنف بكل صورة وأشكاله.

ودعا اليدومي كل إصلاحية وإصلاحي إلى المزيد من البذل والتضحية والفداء، حتى نظفر بوطن لا سيِّد فيه الاَّ الله.

 

كما دعا كل القوى الوطنية لوضع تصورا للإيجابة على السؤال المهم والملح: "وماذا بعد ؟؟" مؤكداً إن إهماله أو عدم الإهتمام اللازم به سيؤدي الى إشكالات وعقبات كبيرة خاصة ونحن على أبواب النصر الكبير، واستطرد قائلاً: "أما نحن في الإصلاح نعتبر أن الجواب على هذا السؤال من مهمة كل القوى الوطنية المخلصة.

 

وتابع قائلاً: لقد أثبتت الأحداث الأخيرة التي حاولت القوى الطائفية والإمامية والسلالية أن تمزق البلاد الى أشلاء وشظايا، أن الإصلاح كان هو الجسر الذي ظل ولا يزال يربط بدماء أبنائه وأجسادهم جسم هذا الوطن ... ولذلك يدرك معنا جميع الوطنيين سر هذا السعار المتزايد ضد الإصلاح ليقينهم أنه في مقدمة من دك ركائز الطائفية والمناطقية والإمامية والسلالية.

 

وقال اليدومي: "ليس أمامنا الا أن نقف وقفة إجلال وإحترام وتقديرٍ للمقاومة الشعبية وجيشنا الوطني والذين ضربوا أروع الأمثلة في التضحية دفاعاً عن شعبهم ووطنهم بتجردٍ وتفان".

 

وثمن رئيس الهيئة العليا للإصلاح وقفة الأشقاء في دول التحالف العربي وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين، ووصفه بأنه الموقف الذي غيروا به مجرى تاريخ المنطقة العربية ومستقبل أيامها، ولبوا نداء إخوانهم في اليمن المرتبطين بهم مصيرياً.

وقال اليدومي: "لقد امتزجت دماؤنا بدمائكم فهل بعد الدماء نسب ؟! لقد تشاركنا في أنات الجرحى وفي مدافن الشهداء".

 

وخاطب صالح وأعوانه بالقول: "وما أحدثتم أيها المتمردون من قتل وتدمير وخراب وتقطيع لأواصر الرحم، وما أذكيتم في نفوس الأبرياء من عصبيات الجاهلية التي كادت أن تتلاشى وتلفها أردية الزمن وتعاقب السنين ؛ الاَّ أن هذا الوطن المكلوم والمصاب الجلل لهذا الشعب الصبور لا يزال يرى في القوس منزع ، ولا زال للأمل متسع ، وللعقل مساحة لإحتواء هذا النوع من الجنون".

 

ودعا المتمردين للتوقف عن الولوغ في سفك الدماء، والامتناع عن تقديم الوطن قرباناً في مذبح انعدام الوعي بعبر التاريخ، وضعف المعرفة بمتغيرات الزمان وحقائق اليوم المشهود.