منذ تشكيل حكومة السيد الوزير الأول المختار ولد أجاي والأصوات تتعالى منددة ومتسهجنة لخروج السيدة الرئيسة الأخت الناها بنت مكناس من حكومة يراد لها أن ترفع سقف التحدي في تنفيذ برنامج صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي نال به ثقة الشعب ودعمه، خاصة وأن هذه السيدة العصامية لم تتهم يوما بتهم من قبيل الفساد والزبونية، والأمراض التي تنخر جسم الدولة..
ففي جلبة لجنة التحقيق البرلمانية في ما بات يعرف بملف العشرية الذي شمل أكثر من 300 شخص لم يرد إسمها في هذه القائمة رغم أنها تولت عدة وزارات هامة خلال هذه الفترة..
كما أن السيدة الوزيرة لم تتولى أيا من القطاعات الحكومية إلا وتركت فيه بصمات جلية في الصدق والإنصاف ورفع المظالم، وهنا لا بد لنا من الرجوع قليلا إلي فترة توليها حقيبة الخارجية كأول إمرأة عربية تتقلد هذا المنصب، فأسست لإحياء الدبلوماسية الناعمة المبنبة على مصلحة الوطن وسمعة بلدها، وهو أسلوب ورثته عن أبيها المرحوم حمدي ولد مكناس:
لا غرو إن طابت صنائع ماجد
فماء العود من حيث يعصر.
وأسست لأسلوب جديد لازال العمل به ساريا حتى الآن وهو إشراك جميع أطر وكوادر الوزارة في تمثيل بلدهم في الخارج للاستفادة من خبرات الجميع و تكوينهم، فأصبحت مأمورية الدبلوماسي محددة بوقت يعود بعده إلي وطنه لإتاحة الفرصة لكفاءات أخرى والاستفادة في القطاع من تجربة هؤلاء العائدون، وهو أسلوب عادل ومنصف في حد ذاته..
ولن ننسى هنا تلك الوقفة الإنسانية والمسؤولة التي وقفتها السيدة الرئيسة في قطاع التعليم 2018 مع إحدى المعلمات اللواتي يدرسن في الداخل، حيث انصفتها من الظلم الذي وقعت ضحية له، وهو بالتأكيد ليس إلا مثالا لا حصرا..
ضف إلي ذلك الخطوات الإصلاحية التي اعتمدتها في وزارة الصحة، فدكت لأول مرة حصون الفساد بتغيير الجهاز الإداري في الوزارة الذي كان يتولى شراء المعدات والتجهيزات الطبية منذ أزيد من ربع قرن، وهو الجهاز الذي كان القائمين عليه (يشترون الدون بالهون) على رأي المثل على حساب المواطن ويتربحون هم من وراء ذلك..
وخلال فترتها في وزارة الصحة بدأت في بتر أصابع الموردين الذي يعبثون بصحة المواطنين، وشكلت لذلك آلية جديدة للحد من التلاعب بالأدوية وتزويرها وبيعها للمواطنين..
إن هذه السيدة الراقية لم تقم يوما باستغلال منصبها لأغراض سياسية من تعيين وإكتتاب، وهي صاحبة الحزب العريق الذي يحتوي على عديد الكوادر والكفاءات، وهو ثاني حزب تمثيلا في البرلمان والمجالس الجهوية والبلدية، وممثل في جميع مناطق الوطن..
كما أن الأخت الرئيسة الناها بنت مكناس كانت أول الداعمين لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في الإنتخابات الماضية، وأول حزب يعلن عن ترشيحه له في الإنتخايات الرئاسية، وكان ذلك إبان حملة الإنتخابات التشريعية والمحلية 2023.
فدعم الرئيسة الناها بنت مكناس ليس مجزءا كما يشاء أعداء مشروعها الوطني، وإنما في كل الخطوات والمسارات التي يخطوها أو يرسمها صاحب الفخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حاضرا ومستقبلا.
لذا فإن خروج صاحبة المعالي من الحكومة الحالية رغم كونه شكل صدمة كبيرة للمراقبين للشأن السياسي، وشرائح عريضة من الشعب وجميع منتسبي حزب الإتحاد من أجل الديمقراطية والتقدم UDP، إلا أنه لن يكون بالمطلق على حساب مواقفها الثابتة من نظام فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وميثاقه الإنتخابي الذي كانت سباقة في تبنيه..
الحسن ولد الشريقي
إطار بحزب