قال رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي، محمد ولد الشيخ الغزواني، إن السلام والأمن، يشكلان شرطًا أساسيا، لتحقيق التنمية والازدهار الدائمين.
وأكد في كلمة له خلال ورشة حول السلام والأمن، على هامش القمة الصينية الإفريقية،أنه لا يمكن تحقيق الأمن الدائم لأي دولة، إذا لم تكن الدول المحيطة بها آمنة، معتبرا أن سلام وأمن الجميع ورخائه، هو الهدف المشترك، والقيم الأساسية التي تقوم عليها الشراكة الصينية الأفريقية وتشكل الخلفية لمختلف المبادرات التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينغ، المتمثلة في قيم الاحترام المتبادل والصداقة بين الشعوب والتقارب بين الحضارات ونبذ العنف والتعاون بين الجميع.
وفيما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية رئيس الاتحاد الافريقي:
“- فخامة السيد كاي كي (تساي تشي)، عضو المكتب السياسي للجنة الدائمة للحزب الشيوعي الصيني،
– صاحب الفخامة السيد دينيس ساسو نغيسو، رئيس جمهورية الكونغو،
– أصحاب الفخامة الأخوة والأصدقاء الأعزاء رؤساء الدول والحكومات،
– السيدات والسادة،
إنه لمن دواعي سروري الحقيقي أن أكون معكم اليوم في ورشة العمل هذه لنناقش معكم موضوعا ذات أهمية حيوية لبلداننا وقارتنا ومستقبل العالم ككل: السلام والأمن.
فالسلام ونتيجته الطبيعية المباشرة، أي الأمن، شرط ضروري ليس فقط لاستمرارية وديمومة أي تنظيم اجتماعي أو سياسي، مهما كان، بل أيضاً لتحقيق أي تنمية وازدهار مستدامين.
لقد أصبح العالم اليوم قرية واحدة بفعل العولمة وكثافة التبادل والتجارة والثورة الرقمية، حيث لم تعد مسائل السلام والأمن قضايا يمكن التعامل معها أو حلها، على المدى الطويل، على مستوى الدول منفردة.
فكل صراع، أينما وقع وأيًا كان شكله، له دائمًا بُعد جيوسياسي قوي، سواء في أسبابه أو آثاره، وبالتالي فإن أمن الأطراف مترابط إلى حد كبير.
فلا يمكن لأي دولة أن تكون آمنة على المدى الطويل إذا لم تكن الدول الأخرى المحيطة بها غير آمنة. كما لا يمكننا بناء أمننا على حساب أمن الآخرين، بل إن أمن كل منا يتطلب أمن الجميع، لذلك يمكننا معًا، ومعا فقط، أن نبني سلامًا وأمنًا دائمين، وبالتالي ازدهارًا مشتركًا.
وهذا هو معنى وأهمية مجموعة القيم التي ترتكز عليها الشراكة بين الصين وأفريقيا، وتشكل خلفية لمختلف المبادرات التي أطلقها الرئيس شي جين بينغ، وهي في الأساس قيم الاحترام المتبادل، والصداقة بين الشعوب، والتقريب بين الحضارات، ونبذ العنف، والعمل معاً من أجل السلام والازدهار للجميع.
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة،
إذا كانت هناك قارة واحدة اليوم تحتاج حقاً إلى تعاون الجميع، وبالتالي إلى تضامن المجتمع الدولي الفعال لمواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها، فهي القارة الأفريقية.
فعلى مدى أكثر من عقد من الزمن، شهدت أفريقيا زيادة في عدد بؤر التوتر. والأسوأ من ذلك، أنها أصبحت مسرحًا لأشكال مختلفة من العنف الإرهابي والاجتماعي والسياسي والعرقي الذي ينتشر يومًا بعد يوم إلى مناطق جديدة، مزعزعًا استقرار الدول ومخرجًا مناطق بأكملها عن السيطرة، ومحولًا إياها إلى أرض خصبة للتطرف العنيف والاتجار بجميع أنواعه، مثل قطاع الساحل.
إن حالة انعدام الأمن هذه هي وليدة التلاقي المدمر للفقر وسوء الحكم والتخلف وانعدام الآفاق، لأنه عند التقاء هذه العوامل ينبت ويزدهر عدم الاستقرار والعنف.
وفي إطار حرصها الدائم على التغلب على التحديات الهائلة التي تواجه سلامها وأمنها، وضعت الدول الأفريقية لنفسها هدفًا في أجندة 2063 يتمثل في إسكات البنادق في القارة.
ويعمل الاتحاد الأفريقي على تحقيق هذا الهدف من خلال هيكلية السلم والأمن الخاصة به، القائمة على مجلس السلم والأمن وآليات الدعم العديدة التابعة له، بما في ذلك النظام القاري للإنذار المبكر والقوة الأفريقية الجاهزة.
وينطبق الأمر نفسه على المبادرات الرامية إلى تنسيق الجهود الرامية إلى مكافحة انعدام الأمن التي تم تطويرها في إطار الجماعات الاقتصادية الإقليمية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مبادرات شبه إقليمية مثل مجموعة دول الساحل الخمس التي حشدت عدداً كبيراً من مبادرات الدعم الدولي. ومن المسلم به أن مجموعة الدول الخمس كهيكل لم تعد تعمل، لكن روح تجميع الموارد وتضافر الجهود لا تزال قائمة، وهذا هو المهم.
هناك أيضًا الهيئات التي أنشئت لإحلال السلام في نزاعات محددة، مثل اللجنة العليا الديناميكية للاتحاد الأفريقي التي يرأسها صديقي وأخي دينيس ساسو نغيسو، الرئيس المشارك لهذه الورشة.
أصحاب المعالي والسعادة،
السيدات والسادة
إن مواجهة تحديات انعدام الأمن في أفريقيا تتطلب حتماً:
– مواصلة تعزيز الجهود الرامية إلى تجميع الموارد في مجال مكافحة العنف وانعدام الأمن،
– حشد التضامن القوي والفعال من جانب المجتمع الدولي،
– تهدئة الحياة السياسية والتغلب على الشقاقات الاجتماعية والعداوات بين الأعراق من خلال الحوار والتوافق،
– تسريع عملية التكامل القاري وتحسين الحوكمة وبناء تنمية اقتصادية مستدامة وشاملة.
وفي جميع هذه المجالات، يمكن لأفريقيا أن تعتمد على الدعم القوي والدائم من شريكها الأكثر ثقة، جمهورية الصين الشعبية.
إن حرصنا المشترك، الذي تم التعبير عنه بقوة هذا الصباح في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، على الارتقاء بعلاقات التعاون بيننا إلى مستوى استراتيجي، وكذلك إدراكنا الواضح لقوة الصلة شبه العضوية بين قضايا التنمية وقضايا الأمن، يتطلب منا تكثيف تعاوننا الأمني بالتزامن مع تطوير علاقاتنا الاقتصادية لكي نبني معا، في أمن واستقرار، مستقبلا مشتركا مزدهرا.
وإنني على قناعة بأن مناقشاتنا في ورشة العمل هذه، استنادًا إلى النتائج الممتازة التي أسفر عنها خطاب فخامة الرئيس شي جين بينغ في وقت سابق اليوم، ستلقي مزيدًا من الضوء على الطريق إلى السلام والأمن والتنمية في أفريقيا وجمهورية الصين الشعبية.
أشكركم جزيل الشكر”.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا