بث طلاب غاضبون بتونس صورا فاضحة للسلك الدبلوماسي بموريتانيا، وكاشفة لمستوى تعاطي الإدارة الموريتانية مع المواطنين المراجعين لها، رغم "الأوامر الشكلية" للرئيس وكبار معاونيه كل شهر أو شهرين بشأن تقريب الإدارة من المواطنين.
عشرات الطلبة يتسكعون في الشارع العام أمام مقر السفارة الموريتانية بتونس، وكأنهم فارون من جحيم سوريا على حدود المجر، بينما يتمترس السفير وكبار معاونيه خلف الأسلاك الشائكة، منشغلا بتدبير أموره الخاصة، تاركا شبان البلد الباحثين عن ملجأ وفتياته المضحيات من أجل التحصيل تلفح وجوههم رياح تونس الباردة، ويعبث بهم طقسها المتقلب في انتظار كلمة من موظف انتدبته بلاده لتسهيل مهمة رعاياها، والدفاع عن مصالحهم مهما كانت.
ولعل الأسوء أن ظاهرة منع الطلاب من دخول السفارة، وتحويلها إلي منازل شخصية للسفراء، يستجلب الشرطة لقمع الطلاب إذا دخلوها باتت ظاهرة مستشرية في اغلب الدول العربية والغربية التي توجد بها سفارات موريتانية، وخصوصا المغرب وتونس والسنغال وفرنسا.
وتعتبر مثل هذه التصرفات المشينة أبرز كاشف لمستوي عقلية النخب التي تتولي تسيير تلك السفارات، وسط ضعف شديد أقر به الرئيس لدي زيارته الخارجية قبل أسابيع، وتكلس لبعض الدوائر التابعة لها، وغياب أي محاسبة للمسؤولين عن مثل هذه التصرفات المشينة.