معتصمون أمام وزارة المعادن : تشريد 1900 شخص وتدمير ممتلكاتهم لصالح رجل أعمال واحد ظلم كبير (حوار)

بدأنا العمل فى المهجر منذ فاتح يناير 2025 ، وكنا حوالي 1900 شخص، ولدينا 160 بئر للتنقيب عن الذهب، داخل المجهر الذى انتقيناه كمحطة جديدة فى صراعنا مع الفقر ، بغية تغيير واقع الآلاف من أبناء البلد ، دون الحاجة لطرق أبواب الهجرة، أو التعايش مع الفراغ وتداعياته المعروفة.

بهذه الكلمة افتتح البو ولد سيد أحمد دي حديثه مساء اليوم الخميس 10 يوليو 2025 مع موقع زهرة شنقيط وهو يروى مأساة المنقبين بمنطقة "أحديب أقيان" شمال مدينة الشامي (54 كلم شمال المدينة) ومراحل الأزمة الحالية، والجهود المبذولة من قبل ضحايا الإبعاد القسرى لحلحلة المشكل مع القطاع المسؤول عن المعادن بموريتانيا.

يقول ولد أحمد دي إن بعض الآبار تجاوزت 54 مترا، وهو استثمار كبير ، وجهد يكشف حجم الأموال التى تم إهدارها فى المجهر المذكور، والثقة التى كنا نمتلك ونحن نستثمر ما لدينا من أموال وجهود فى مجال حيوي وجه إليه صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني أكثر من مرة ، وأفتخر بالعاملين فيه ، ووصفهم فى مهرجانه الشهير بالشامى بأنهم خيرة أبناء البلد.

بداية الأزمة

وحول بداية الأزمة قال ولد أحمد دي " قبل ثلاثة أيام فقط من عيد الأضحى المبارك ، تواصل معنا حاكم بلنوار وعمدة بلنوار وقائد فرقة الدرك بالمقاطعة ، وأبلغونا بنيتهم التدخل من أجل طمر بعض الآبار المخالفة لشروط السلامة، وفجأة تبين أن الهدف كان إنهاء مسار التنقيب بالمنطقة بالكامل، لقد تحول الآبار التى استثمرنا فيها الكثير من الجهد والوقت والمال بمنطقة أحديب أقيان إلى ساحة للهدم فى مشهد أثار الكثير من الحزن ، وأشعرنا بمرارة الظلم، وشكل صدمة لكل الحالمين بالعدل والشفافية واحترام حقوق الإنسان".

وأضاف " حاولنا معرفة الأسباب التى دفعت الجهات الإدارية والأمنية إلى إنهاء العمل فى المجهر، ولكن العمدة كان صريحا لدرجةٍ الوقاحه ، حينما خاطبنا "لولا مانتمتع به من احترام لقلنا لكم بشكل واضح " طير "، لأن التنقيب داخل الحيز الجغرافى لبلدية بلنوار دون إذن من البلدية خط أحمر".

وتابع قائلا " وهو نفس الكلام تقريبا الذى ردده والى الولاية ماحى ولد حامد حينما لجأنا إليه فى نواذيبو ، حيث خاطبنا قائلا ، لو كان المجهر فى الحوض الشرقى كان تعاملكم مع العاملين فيه سيكون أكثر فظاظة، لأنه المستحيل فى الشرق الموريتانى أن يسمح الأخ لأخيه بحفر بئر أحري العبث بالمنطقة بالكامل".

قبل ظهور الذهب وتدخل الوزير

وقال ولد أحمد دي لموقع زهرة شنقيط "خلال 6 أشهر ظلت شركة معادن تأخذ الضرائب باستمرار من حوالي 60 سيارة تعمل فى المجهر ، وسلطة تنظيم النقل البري تجبى الضرائب باستمرار، دون أن نتلقى أي إشعار من الجهات المعنية بعدم قانونية العمل فى المنطقة، أو بوجود جهة أخرى تمتلك حق العمل فى المنطقة بترخيص من الجهات المسؤولة عن التنقيب فى موريتانيا".
وخلص للقول " لقد كانت شركة معادن (جهة الإشراف) حاضرة معنا فى تفاصيل العمل،وتتدخل بشكل دائم لحلحلة النزاعات وحسم الخلاف بين المنقبين.

اعتصام مفتوح

منذ عدة أسابيع ونحن نواجه الظلم دون نصير، ومنذ أكثر من 10 أيام ونحن ننتظر الإنصاف، فى اعتصام مفتوح أمام وزارة المعادن ، لكن الغريب هو إدعاء وزارة المعادن - التى دأبت خلال الفترة الأخيرة على ترخيص كل مجهر ظهرت فيه بعض الفرص لأصحاب المال والتجار المتحكمين فى مفاصلها - بأن المنطقة غير مشمولة بالترخيص للمنقبين ، وأن لاعلم لها بوجود منقبين عن الذهب فى المنطقة ، عكس المعلوم من الواقع لكل الجهات المسؤولة عن المعادن بموريتانيا".

وقال الناطق باسم المنقبين فى أحديب أقيان لموقع زهرة شنقيط " لقد تحولنا من مستثمرين فى مجال التنقيب التقليدي عن الذهب إلى ضحايا عبودية يستغلنا وزير المعادن ومعاونيه ، عبر بيع كل نقطة تأخذ فيها وجود الذهب لبعض أصدقاء الوزير أو رجال الأعمال المستثمرين فى المجال ، مع طرد أصحاب الحق الذين كابدوا لأكثر من 6 أشهر ، وخسروا الكثير من المال والجهد والصحة لتحصيل مصدر قوتهم من باطن الأرض".

وتابع قائلا " الوزارة لا فرق لديها، ولا تستشير شركة معادن الموجودة على الأرض، وأوراق الوزير جاهزة للمنح، لكل تاجر تأكد من وجود الذهب فى أي مجهر تقليدي، وهو أمر لايطاق، بل إهانة وعبودية واستغلال سيء للإنسان، ورسالة بالغة السوء عن حجم الجشع والفساد الذى تسير به الأمور داخل قطاع المعادن بموريتانيا".

وختم بالقول " نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة من النضال المسؤول ، عنوانه الإعتصام المفتوح أمام وزارة المعادن إلى غاية انتهاء الأزمة الحالية، لم يعد بالإمكان المغادرة قبل وضع حد للأزمة . وثقتنا فى تدخل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى كبيرة، ونأمل أن تكون عودة الوزير من الولايات المتحدة الأمريكية بداية فعلية لمراجعة قراراته الظالمة لنا، وحل الإشكال الذى واجهناه، وإعادة الاعتبار لنا، بعد حملة التشهير والتهديد من العمدة والحاكم والوالى".

#زهرة_شنقيط
#تابعونا