قالت مصادر محلية بولاية "تيرس زمور" إن مايجري في "أفديرك" هو أزمة سياسية أكثر منها أزمة أمنية، وإن الوالي اسلم ولد سيدي فشل لحد الساعة في احتواء الموقف، رغم وضوح المواقف المحلية، ومعرفة أسباب الصراع والجهات المنخرطة في الحراك الذي تحول إلي أعمال شغب خلال الفترة الأخيرة.
وقالت المصادر إن مايجري نتيجة طبيعية للصراع "القبلي – السياسي" الذي عمقته نتائج انتخابات نوفمبر 2013، وضاعفت منه بعض المصالح التجارية المحلية، وتفاقم خلال الفترة الأخيرة بفعل عجز الإدارة عن جمع كلمة السياسيين داخل المدينة من أجل لملمة شتاتها.
وعن الحرائق التي بالغت بعض الجهات الأمنية في الترويج لها كحدث مربع يلتهم المدينة قالت المصادر إنها تستهدف في الغالب بقايا منازل هاجر سكانها إلي العاصمة نواكشوط، و14 منها كانت مركزة في منازل مجموعة قبلية واحدة، بينما تم احراق عريش في احدي المنازل بالغلط لشخص آخر من خارج الصراع المعروف محليا بصراع "السبخة".
وقد اختارت بعض الجهات لفت أنظار السلطة من خلال احراق "عريش متهالك" أمام سكن القائد الجديد للمنطقة العسكرية والذي لم يصل المدينة لحد الساعة، والعبث بمنزل يقيم فيه أحد ضباط الدرك أثناء سفره خارج المقاطعة ابان جولة الحكومة الأخيرة لشرح الحوار، وحث السكان عليه.
ويشكل عجز الوالي لليوم الخامس عشر من اندلاع الأزمة عن احتوائها أبرز رسالة يتسلمها السكان محليا، بعد أن راهنوا على تدخل الدولة لاحتواء الصراع القبلي مازال في طور التشكل، والضرب علي أيدي العابثين بالأمن في المنطقة التي ظلت نموذجا للتعايش بين مختلف المكونات القبلية بالولاية طيلة العقود الماضية.
ويري بعض سكان المنطقة أن "افديرك" تعيش من التهميش مايجعلها بحاجة إلي تضافر جهود أبنائها لبناء المدينة التي هجرها الكثير من السكان خلال الفترة الماضية، بدل حرق آثارهم واستغلال الأمر في المناكفات السياسية.