
دخل أطر ووجهاء ولاية الحوض الشرقى فى سباق مع الزمن من أجل حشد الأنصار ، والتأكيد على المكانة السياسية والاجتماعية بالمنطقة، وإظهار الدعم والامتنان لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزوانى على بعض الخطوات المتخذة لصالح هذا الطرف أو ذاك، أو إظهار المكانة قبل الزيارة، مع الاحتفاظ بمشاعر الامتعاض و الشعور بالغبن إلى الإجتماع الموسع بالأطر أو اللقاءات الفردية.
ورغم التجييش الإعلامي والاستثمار فى دوائر النفوذ بالعاصمة نواكشوط قبل الزيارة، تبدو وضعية الميدان أكثر صعوبة من أي وقت آخر، فلا القبائل تنقاد بسهولة لمن يقدمون أنفسهم كممثلين لها، ولا التكاليف المنتظرة محتملة من بعض من أدمنوا التوظيف عبر علاقاتهم الشخصية، والضغط لتحقيق التوازن داخل الدوائر التنفيذية ، مع قطع الصلة بالحاضنة الاجتماعية ، واستثمار ريع المنصب فى مناطق أخرى دون الاهتمام بمشاكل السكان، والاكتفاء عند الزيارات الرئاسية ذات الطابع التنموى باقتناء بطاقتي دعوة للمنصة والمطار، والتعرض لعدسات الإعلاميين من أجل الحضور والظهور بمظهر المتقدم للصفوف، دون تكاليف أو احراج أو تحمل للمسؤولية.
غير أن بعض الأطراف الممسكة بزمام الميدان فى أكثر من مقاطعة تبدو مطمئنة أكثر من غيرها، وتعتقد أن الزيارة الحالية فرصة لفرز أهل السياسة، وإعادة النظر فى توازنات أختلت منذ فترة، بحكم الحضور الطاغى للبعض دون سند شعبى أو عمل تنموي على الأرض أو علاقة مباشرة بمن يفترض أنه المرجعية لأصحاب القرار (الشعب القابض على جمر الواقع والمتحفز من أجل تغيير بعض المسلكيات القديمة).
لا تعلن الإدارة المحلية عن تقييمها للفاعلين فى الغالب لتفادى الحرج أو إثارة مشاكل للقائمين على تسيير المرافق العمومية ، ولاتنجوا تقارير الجهات الإدارية من بعض الهنات فى مثل هذه المواسم، لكنها فى الغالب تلجأ لأصحاب الثقل الاجتماعى والانتخابي من أجل الحشد الحقيقى، والمساهمة المسؤولة فى ضبط العملية بالكامل، لأن بعض الأمور الحساسة لاتحتمل أنصاف الحلول ، ولايمكن المجازفة بها، لذا يكون الخيار الوحيد المتاح هو التعامل مع القوى الأساسية داخل الولاية دون غيرها من أدعياء الحضور والنفوذ.
خلال الأسابيع الأخيرة بدأت ترتيبات الاستقبال، وقد تم فرز 6 قوي أساسية بالولاية من قبل الجهات المذكورة، وتم التواصل معها من أجل تحمل الثقل الأكبر للزيارة، بينما بقيت مناطق عالقة بفعل الخلاف أو ضعف النخب الموجودة فيها، أو لحساسية الحسم بين الأطراف الموجودة فى المنطقة قبل موعد الزيارة المقررة يوم السادس من نوفمبر 2025.
حافظ رجل باسكنو القوى النائب محمد محمود ولد حننا على تصنيفه من قبل الإدارة كشخصية محورية فى عملية التحضير، وفى عدل بكرو يوجد النائب السابق والوزير الحالى الفضيل ولد سيداتى كواجهة للمقاطعة منذ عقد من الزمن ، وفى مقاطعة أمرج حسم الجدل لصالح النائب أحمديت ولد أمحيمد، ولم يتردد نائب مقاطعة تمبدغه سيد الأمين ولد أميمه فى التصدر للمهمة، وفى جكنى تم اللجوء للمفوضة توت بنت خطرى ضمن ترتيبات الزيارة، وفى مقاطعة ولاته تم التواصل مع مدير الإذاعة الدكتور عالى ولد أعلاده ونائب المقاطعة للهدف ذاته، بينما تعيش أنبيكت لحواش على وقع خلاف حاد بين القوى المحلية، وفى النعمة باشر الوالى التحضير للزيارة والمهرجان بنفسه.
وتواجه المقاطعة المركزية هذه المرة التحدى لوحدها ، بحكم انشغال سكان المقاطعات الأخرى بالمحطات اللاحقة، وهو مازاد من وتيرة الضغط على عمد المجالس المحلية والأطر المنتمين إليها. فالمهرجان المشترك والإستقبال محطات تتطلب الحشد. غير أن رموز العملية السياسية بالمقاطعة يعتقدون أن المهمة ستكون سهلة للغاية.
وتتجه الأنظار فى مجال الحشد والتحضير للوزير الأمين العام للرئاسة مولاي ولد محمد لغظف (بلدية بنكو) ونائب رئيس الجهة سيدنا عزيز (من نفس المجلس المحلى) ، ورئيس المحكمة العليا الشيخ أحمد ولد أحمدات ، والسفير الموريتانى بتركيا الشيخ سيد أحمد البكاي ولد سيدي بيه ، والأمين العام لوزارة الوظيفة العمومية اليكاي ولد الخو (بلدية أم آفنادش كبري المجالس المحلية بالمقاطعة وأجزاء واسعة من بلديتي آغويتيت وبيرى بافه) ورئيس حزب الإنصاف سيد أحمد ولد محمد (بلدية المبروك ) والنائب محمد الغيث ولد الشيخ الحضرامى ، ومدير الصندوق الوطنى للضمان الاجتماعى الوزير السابق محمد الأمين ولد آبي (بيرى بافه) وشيخ الصوفية النافذ الشيخ الندى (حاسى أتيله) وفى بلدية النعمة يزداد الضغط على العمدة سيدى محمد ولد محمد (الجودة) ، والوالى السابق محمد ولد ديدى والنائب خطرى ولد أعل. بينما تتجه الأنظار للتحرك المحتمل لصالح الزيارة من قبل أسرة أهل الشيخ سعدبوه فى بلدية آغويتيت ، رغم الإجراء الذى أستهدف أحد أبناء الأسرة فى الاجتماع قبل الأخير للحكومة.
وفى بلدية أنولل سيكون عمدة البلدية شيخات ولد بلات ، والأمين العام لوزارة الشؤون الإسلامية بيت الله ولد أحمد لسود أمام التحدى من جديد، بحكم صعوبة الحشد من المناطق الريفية، والشعور بالمرارة لدى حاضنة العمدة الاجتماعية جراء الغبن القائم والتهميش الذى يتعرض له منذ عقدين من الزمن، رغم سيطرته المطلقة على المجلس المحلى، لكن الأطراف المحلية تؤكد جاهزيتها للحشد المنتظر يوم السادس من نوفمبر .
وفى ولاته باتت المهمة سهلة بحكم الحماس الذى تعيشه الأحلاف المحلية ، حيث عزز حلف الدكتور عالى ولد أعلاده مكانته بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة، واستعادت القوى الاجتماعية الفاعلة ببلدية الباطن بعض توازنها، بعد تعيين الدكتور أحمد ولد علال أمينًا لوزارة الثروة الحيوانية، وهو تعيين شكل رسالة بالغة الدلالة بالنسبة للأطراف التى كانت إلى وقت قريب تشعر بالصدمة من انتقالها وضعيتها السابقة ( من وزيرين ما قبل 2019 إلى صفر موظف خلال السنوات الماضية).
ويشكل سكان منطقة آوكار رافعة حقيقية للتحضيرات الجارية لزيارة الرئيس ، وملح الزيارة الرئاسية ، بحكم المكانة التى يحظى بها فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني لدى سكان المنطقة ، والتصور الحاصل لدى مجمل الأطراف المحلية والمجموعات القبلية ، لكونه أول رئيس يهتم بالمنطقة ، ويستثمر فيها ويمد لها جسور التواصل والتعاون ، ويحتضنها دون أجندة سياسية محددة، أو سابق معرفة، بعدما ظلت لعقود مضرب الأمثال فى التخلف والجهل والتهميش والحرمان.
وفى مقاطعة باسكنو (أقصى الشرق الموريتانى) تعيش المنطقة على أتون معركة سياسية ثلاثية الأبعاد، بعدما أعاد البعض تموقعه خلال المرحلة الماضية ، وعزز البعض الآخر من نفوذه بحكم المشاركة الانتخابية والحضور فى الدوائر الحكومية .
وتتقاسم المقاطعة الآن ثلاثة أحلاف رئيسية، حلف النائب محمد محمود ولد حننا ووزير الدفاع الحالى حننا ولد سيدى ، والحلف الذى يقوده مدير المخابرات الخارجية السابق الفريق حننا ولد هنون، والنائب فيه المان ولد قشه ، وحلف ثالث بقيادة الوجيه البارز القلة ولد أمحمدي ، وولديه ؛ عمدة بلدية أظهر الطبيب حننا ولد القله ومدير شركة الحفر الشيخ ولد القله. بينما تتوزع بقية القوى بين الأحلاف الثلاثة ، ولكل حلف حضوره فى مجمل المجالس المحلية.
وفى تمبدغه تحاول بعض الأطراف دخول الساحة السياسية من جديد، وترتيب أوراقها الداخلية ، بعد المغاضبة القوبة 2023 ، وتداعيات الانتخابات التشريعية والبلدية، وذلك بعد تعيين وزير الصحة محمد محمود ولد اعل محمود المقرب من الحلف المذكور ، وإعادة الاعتبار لتحالف أهل الشيبانى بتعيين الإطار البارز أج ولد الشنفرى، وتسوية ملف شقيق العمدة حمود ولد الشيبانى عبر مؤسسة الصندوق الوطنى للضمان الإجتماعى، بينما يدخل حلف الإجماع التحضيرات بنائبه البرلمانى سيد الأمين ولد أميمه ، وعمده الثلاثة (عمدة أطويل سيدى محمد ولد وياس / عمدة حاسي أمهادي سيد محمد ولد باب / عمد بوسطيله أكريكيبه بنت زايد ) ونائب رئيس المجلس الجهوي عابدين ولد الزين) مع الشعور بالإرتياح بعد تعزيز حضوره فى الدوائر الحكومية (أمين عام ، ومدير ، ومستشار ومكلف بمهمة ) رغم أن الحلف يخامره الأمل بتعيين أحد كوادره من مركز بوسطيله الإدارى (الوزير السابق محمد ولد جكه ) لتحقيق توازن تحتاح إليه المقاطعة.
ولم يستسلم الوالى السابق اسلمو ولد أمينوه للواقع بعد المعاملة غير الأخلاقية التى تعرض لها من قبل بعض دوائر السلطة 2023 إبان ترشحه للانتخابات الجهوية، والتهميش الذى يعيشه إلى الآن داخل دوائر وزارة الداخلية ، رغم تزكيته من طرف 14 ألف شخص فى الحوض الشرقى يونيو 2023، وأختار استثمار المكانة السياسية والاجتماعية التى يحظى بها داخل المقاطعة لتعزيز الجهود المبذولة من أجل استقبال يليق بالرئيس محمد ولد الشيخ الغزوانى ، لذا كان أول الواصلين للمنطقة، ضمن جولة قادته لمجمل المجالس المحلية ، تحضيرا للمهرجان الذى يعد له يوم التاسع من نوفمبر بمدخل المدينة الغربى.
وفى البلدية المركزية ينشط العمدة سيدي محمد ولد حدمين ولد جلفون وشقيقه الوزير السابق أحمدو ولد جلفون من أجل التأكيد على المكانة السياسية، والمشاركة فى الحشد الجماهيري المقرر تنظيمه يوم وصول الرئيس.
وخلف المدير العام لمركز الخدمات الجامعية الشيخ سيد أحمد البكاي ولد عاشور يقف عدد من رموز المقاطعة وشبابها الفاعل، وقد بدأت بالفعل التحضيرات المطلوبة للتعبير عن الامتنان لرئيس الجمهورية بعد منحه الثقة لأحد شباب المقاطعة ، وتكليفه بمنصب إدارى مهم، ضمن الإجراءات التى أستهدفت إشراك الشباب فى الحياة العامة بموريتانيا.
وتقول بعض التقارير الإعلامية إن وزير المياه السابق السلطان ولد الطالب أعمر قد وصل بالفعل إلى مسقط رأسه للمشاركة فى الاستقبال المخصص لرئيس الجمهورية، ومن المتوقع أن تزداد وتيرة توافد الأطر المنتمين للمقاطعة كلما أقترب موعد الزيارة.
وفى مقاطعة جكنى تتصارع الأطراف الثلاثة الرئيسية بالمقاطعة من أجل الحضور بشكل أكبر داخل الساحة المحلية (حلف الوزير الأول الأسبق يحي ولد حدمين/ حلف مدير معهد ورش إسلكو ولد حيده / حلف الوزيرة فاطمة بنت خطرى)، بينما يتحرك الوزير السابق الحسن ولد عوان ، والوزير السابق أمم ولد بيبات والعمدة الميمون ولد عبدى ولد الجيد ، من أجل تشكيل كتل سياسية فاعلة قبل الزيارة الرئاسية، وسط صراع قوى على المجموعات الصغيرة، والتى بدأ بعضها يرفع الصوت فى وجه مصادرة البعض لتمثيله دون فوائد تذكر. بينما حسمت كتل سياسية موقفها لصالح دعم الأحلاف المذكورة (الشيخ محمد يحظيه ولد التار إلى جانب الوزير الأول السابق يحي ولد حدمين) و العمدة جدو ولد التار إلى جانب الوزيرة فاطمة بنت خطرى.
#زهرة_شنقيط
#تابعونا
.jpg)









