شكل فوز الوزيرة ماتي بنت حمادي بمنصب رئيس المجموعة الحضرية بنواكشوط لحظة فارقة في مسارها السياسي والجمعوي بعد عقدين من ممارسة العمل السياسي داخل صفوف الأحزاب الحاكمة بموريتانيا.
غير أن الفرحة لم تكتمل بفعل أولي الضربات القاسية التي تلقتها الوزيرة بفعل انسحاب الشركة الفرنسية العاملة في النظافة،مما أصاب جهودها نحو تحديث العاصمة بنكسة قوية، كانت بداية لزلزال في التفكير، وشطط في الممارسة، وتبذيرها للأموال.
لقد تحولت العاصمة الي محطة زبالة ، وتضاعفت الأعباء المالية علي المجموعة الحضرية، وأعادت الوزيرة تدوير بعض مشاريعها الحالمة لتواجه شبح الأوساخ المخيف.
غير أن دخول بعض المقاولين عبي الخط غير من المعادلة، وحول الوزيرة الصارمة الي ضحية لنفوذ قلة من الأشخاص.
لقد باتت الأوساخ مصر تكسب لعدد من المكلفين بالمهام والنافذين في محيط الرئيس التنفيذي والاجتماعي.
غير أن صورة العشرات وهمي تبختر نص داخل بعض أزقة العاصمة لمواجهة الأوساخ يكشف هشاشة العملية، وضعف الإدارة، وحجزها عن وضع خطط ترشد المال العام، وتلحن كبار المقاولين، وتعطي نتائج مقبولة شعبيا ورسميا بعد أربعة أشهر من التعثر.
إن تكليف عشرة أشخاص بتنظيف شارع واحد، دفعة واحدة، هو تصرف غير محترف وهدر كبير للمال، حيث يتقاضي الواحد منهم سبعين ألف أوقية مع مشرف تدفع له ١٠٠ ألف أوقية.
لقد كانت الشركة الفرنسية أقل عمالا وأكثر احترافية، فهل ستعي بنت حمادي خطورة الواقع الحالي،وتعيد النظر في استراتيجية النظافة، أم أنها ستسقط في فخ المقاولين الباحثين عن المال بأي طريقة، قبل أن يتركوها تواجه مصيرها نهاية الفترة، وتلمس جيوب معاونيها لدفع مبالغ مالية للخزينة دون أن تكون لها أي استفادة منها.