من سيفوز بقلب الرئيس؟

تعدد أوجه الصراع الدائر بين رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا اسلكو ولد أحمد إزدبيه،وابنة عم الرئيس الصاعدة في عالم النفوذ توت بنت الشيخاني منذ إعلان رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز عزمه تأسيس مجلس أعلي للشباب بموريتانيا.

 

ولد أحمد إزدبيه استبق إعلان المجلس بتأسيس منتدي للشباب برعايته، وكلف نائب أبيكت لحواش بتسييره، مع رئاسة شرفية لأحد الشباب الآخرين ضمن توازنات اعتمد أصحابها منطق احتواء الشباب داخل الحزب، وخارجه في تشكلة منظمة بدل ترك تسييره للعواطف والعلاقات الشخصية.

 

بينما دفعت توت بنت الشيخاني بشبابها إلي الواجهة، وخصوصا المكتب الذي ألتقي الرئيس في ختام برنامج "الشباب والرئيس أنتم الأمل"، مع تركيز جهوي علي مجموعة من الشباب المنحدرين أساسا من ولايتي أترارزه وإينشيري،بينما تاه آخرون بين "الرئيس والفتاة" بحثا عن يافطة جامعة أو الخروج من الصراع الدائر بأقل الخسائر، وسط جهل تام بقواعد اللعبة السياسية بالبلد.

 

يستفيد أنصار توت بنت الشيخاني بشكل مبالغ فيه من الحصص المنتقاة في التلفزة الوطنية، ويتحسر الآخرون علي ضياع الفرصة علنا، متهمين مديرة التلفزيون بتجيير وسيلة إعلام رسمية في خلاف بيني طرفاه من الداعمين للرئيس، ويأخذ الرأي العام عليها الزج ببعض الشباب ضعيفي المستوي والتعبير في حلقات تحليلية للواقع الإفريقي المعقد، هم أبعد الناس عن تقديره بحكم التخصص وغياب التجربة.

 

يتحرك أنصار ولد إزدبيه في ثوب مثقفين، شارحين أهدافهم، ومستعينين ببعض الأطر العاملين في الرئاسة ممن يعيشون بعض الفراغ العملي والعاطفي،ويستشعرون نعمة الأب الراعي، لشرح أصول الخطاب وتفسير التجديد، والعمل علي إعطاء صورة فكرية ومثقفة لواجهة جديدة،حبكتها السياسية وخانها الواقع والتجربة والمستوي العلمي المقبول لمن يحاول تصدر الشأن العام.

 

لاتبدو الحرب في طريقها للحسم مالم يصدر الرئيس قراره النهائي بشأن تشكلة المجلس وصلاحياته، لكنها حرب فتحت الأمل  أمام آخرين من أنصار الرئيس ومحازبيه لدخول السباق والتذكير بأنفسهم خصوصا من أصحاب العمل الطلابي في المغرب وفرنسا رغم ضعف الرافعة القبلية أو السياسية التي يعتمدون عليها في صراع الشباب علي القلوب والجيوب.

يتحدث البعض عن انقسام كبير بين أعضاء الحكومة ورموز الحزب الحاكم حول المعسكرين، ويحظي كل طرف بدعم أقاربه داخل الجهاز التنفيذي أملا في الحضور داخل المشهد السياسي بطريقة مرضية، وحجز مكانة تتناسب والدور الذي لعبه أقاربه في تشكيل النظام وجمع مناصريه.