الكشف عن أجمل افتتاحية مجدت فترة العقيد معاوية (خاص)

رئيس البلاد السابق معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع

فى السادس عشر من يوليو 2003 بثت الوكالة الرسمية للأنباء افتتاحة تاريخية، يستعرض كاتبها أبرز ملامح التطور الذي حققته موريتانيا فى ظل العقيد معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع، رغم عدم اقرار البعض بمنجزاته على الأرض، والتطاول عليه، حسب كاتب الافتتاحية.

ورغم أن البعض اليوم يحاول سرقة تلك المنجزات التاريخية – حسب فهم الموالين له- وإلصاقها بالرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز، إلا أن الخطاب الإعلامي المتداول لحد الساعة، ظل أكثر من قاصر عن وصف الـأخير بثلث ما أتصف به سلفه.

 

وهذه أبرز افتتاحية نشرت فى حقبة العقيد معاوية ولد الطايع، وأعادت بثها التلفزة والإذاعة، ونشرتها جريدة الشعب اليومية :

 

قليلون هم أولائك الذين كانوا يظنون أن موريتانيا قد تستطيع في يوم من الأيام أن تضع أسسا قوية لقيام نهضة تنموية شاملة.

 

فمن كان يتخيل أن تعم شبكات المياه والطرق والاتصالات مختلف أرجاء البلاد، وأن تشيد المطارات الدولية وتبني المرافق الصحية والمدرسية في القري والمدن والأرياف؟

من كان يتخيل أن تصبح موريتانيا دولة ديمقراطية تعددية ينعم فيها المواطن بالحرية ويتنفس نسيمها نقيا دون شوائب أو مضايقات؟

 

من كان يتخيل أن تستعيد الدولة مصداقيتها في الداخل والخارج حتي نالت رضي الممولين الأجانب وشركائهافي التنمية وحصلت علي تمويل برامج إنمائية عملاقة، ذات الأثر البالغ علي الظروف المعيشية لسكانها في وقت لم تتمكن فيه دول كثيرة من الحصول علي مصادر للتمويل؟

 

من كان يتخيل أن يتم الارتقاء بالمرأة ويزاح كابوس الأمية والفقر والمرض ويتم دمج حملة الشهادات علي نطاق واسع وتطور مناهج التعليم المهني والنظامي والمحظري ويكثف تكوين العنصر البشري وتفتح أمامه الأبواب لاكتساب العلوم والمعارف ومواكبة تطور التقنيات الجديدة، لتتفتق مواهبه وتنمو عبقرياته في كنف مشروع متكامل لعصرنة المجتمع وتطويره؟

 

وفوق هذا كله، من كان يتصور أن يتم ذلك في جو من الأمن والاستقرار وخلال ظرف زمني قياسي بالمقارنة مع المسيرة الطويلة التي تطلبها ذلك بالنسبة للعديد من الدول؟

لقد أصبحت هذه الأمور واقعا معيشا يجني المواطن ثماره اليانعة في مدنه وأريافه وفي كل نقطة من أرجاء وطننا الحبيب، خصوصا الشباب المستفيد الأول من هذا المشروع النهضوي المندمج والشامل.

 

ولئن كانت هذه الشريحة التي تأتي في الخط الأمامي من المستفيدين، فإن ذلك يحتم عليها أن تلعب دورها كاملا غير منقوص في تعزيز المكتسبات وحمايتها، تماما مثلما تجشمت الدولة عناء تحقيق تلك الإنجازات البالغة الأهمية والتي تمس حياة المواطن في الصميم.

 

ولن يتأتي ذلك، مالم يتخلص الشباب نهائيا من الأفكار المستوردة المتسمة بالغلو القومي والديني، التي أثبتت التجربة فشلها في بلدانها وما كان لها بأي حال من الأحوال، أن تنمو في غير منابعها، إذ ليس من المنطق في شيء أن تنهار تلك الأفكار علي أصحابها، لتشيد بسواعد لم تكن تألفها في الأصل.

 

إن الواجب يفرض علي الشباب أن يتمثل الإيمان الكامل بوطنه، وقدرته علي النماء والتطور ويثق في تراثه ومرجعيته الدينية الناصعة وقيمه السامية ومثله العليا، ويسعي الي صيانة المكتسبات وحمايتها من كل الأطماع الخارجية، لأن مستقبله ومستقبل الأجيال القادمة، يظل دائما رهين هذا الواجب المقدس.

 

نواكشوط / 16 يوليو 2003

---------------

ملاحظة : الغت الوكالة الرسمية أرشيفها المتعلق بحقبة ولد الطايع، لكننا أستطعنا فى زهرة شنقيط استعادته والإستفادة من أبرز المنشور فى الفترة مابين 2001-2004