هل خططت "الدولة الإسلامية لتهريب أبرز مناصريها بموريتانيا؟

شكل فرار السجين المحكوم عليه بالإعدام  السالك ولد الشيخ من السجن المركزي بنواكشوط ليلة أعياد الميلاد، نهاية مرحلة وبداية أخرى ، وسط مخاوف أمنية وشعبية من وقوف احدى خلايا تنظيم الدولة الإسلامية خلف العملية المعقدة بشكل كبير.

 

 السالك ولد الشيخ الذى تسلم من جنائية نواكشوط قبل فترة حكما بالإعدام غير منقوض، ظل على موقفه الرافض للحوار مع الحكومة أو العلماء المكلفين بالتفاوض مع سجناء التيار السلفى، معلنا اصراره على الإنتماء للفكر الجهادى الذى قاده إلى أدغال الصحراء، وعزمه على مواصلة ما أسماه "الجهاد الشرعى" ضد حكومة يحكم عليها بالكفر مع آخرين من نفس المجموعة المدانة بالقتل أو التآمر ضد مصالح البلد.

 

 

ولد الشيخ اعلن قبل أشهر مبايعته لتنظيم الدولة الإسلامية من سجنه بنواكشوط، وهو اجراء نظر إليه على مستوى الدوائر الأمنية بأنه تعويض نفسى عن مستوى الإحباط الذى يشعر به جراء الحكم الصادر بحقه، وغياب أي أمل لديه بالعودة إلى الحياة العادية منذ تم توقيفه من قبل قوات الجيش بنواكشوط 2011، خلال تحضيره لعملية بالغة الخطورة ضد الرئيس وبعض المصالح الغربية بموريتانيا.

 

ويشكل فراره من السجن المركزي يوم الخميس 31 دجمبر 2015 وعجز الأجهزة الأمنية عن تحديد مكان اختفائه أو الأشخاص الذين تواصلوا معه قبل العملية مصدر ازعاج كبير لحكام البلد، الذين روجوا خلال العشرية الأخيرة لتطور المنظومة الأمنية والعسكرية.

 

ولعل احتمال وقوف خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية خلف تهريبه هو أخطر سيناريو قد يتصوره قادة الأجهزة الأمنية، ولكنه يظل مطروحا بقوة، فى ظل تجربة سيدي ولد سيدينا التى قادت إلى مواجهة بالأسلحة النارية سنة 2009 مع خلايا لتنظيم القاعدة كانت تنشط بنواكشوط دون علم جهاز الأمن.

 

وتعتبر عملية فرار ولد السالك بعد تنويم حراس المنشأة العسكرية بالميناء واستعراض اللصوص لعضلاتهم بنواكشوط الغربية أكثر الأحداث المنغصة للرئيس منذ وفاة نجله أحمدو ولد عبد العزيز يوم الثانى والعشرين من دجمبر 2015.