نواكشوط تخوض ثانى أكبر تحدى منذ مواجهات 2008

تخوض الأجهزة الأمنية بنواكشوط منذ فجر الجمعة فاتح يناير 2016 ثانى أكبر تحدى واجهته منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة فى انقلاب عسكرى 2008.

وتعمل الأجهزة الأمنية بشكل مضاعف من أجل اعتقال السجين الفار الشيخ ولد السالك، أحد أخطر عناصر القاعدة بالمغرب الإسلامى، وسط مخاوف من تمكن الأخير من الإفلات من قبضة الأجهزة الأمنية عبر احدى نقاط العبور المفتوحة بين موريتانيا وجمهورية مالى.

 

وتعمل الأجهزة الأمنية على عدة محاورة لتفادة تجربة "سيدي ولد سيدينا" والتى راح ضحيتها عدد من عناصر الأمن بفعل عدم الخبرة وضعف الجاهزية وخطورة العناصر المطلوبة.

 

ورغم الضغط الذى تعانى منه وزارة الداخلية والغياب الحاصل فى هرم السلطة بفعل راحة الرئيس فإن الحكومة الآن مطالبة بالعمل على أكثر من محور خلال الساعات القادمة لمواجهة الآثار المحتملة للعملية والتحكم فى نتائجها بشكل يؤمن اعتقال المطلوب ويجنب المواطنين والمقيمين على الأراضى تداعيات جانبية غير مخطط لها:

 

ورغم الضبابية التى تشوب عمل الأجهزة الأمنية منذ فترة فإن الحكومة مطالبة باتخاذ عدة اجراءات أبرزها:

(1) اغلاق الحدود الجنوبية  والشرقية بشكل تام ، ومراقبة الوضع عبر دوريات تابعة لجهاز الدرك والجيش، وربما استخدام الطائرات التابعة للجيش فى عملية المسح، خوفا من عبور السجين الفار أو مساعديه المحتملين لبعض المناطق غير المعهودة لحركة رجال القاعدة منذ فترة

(2) تعزيز المراقبة الأمنية عند مداخل نواكشوط كافة، على احتمال وجود ولد السالك داخل احدى ولايات العاصمة الثلاثة، وذلك لتعزيز فرضية الإمساك به خلال فترة وجيزة

(3) مراقبة الهواتف النقالة المستخدمة فى محيط السجن المركزي منذ الأيام الثلاثة الأخيرة، ورصد المكالمات الواردة للسجن طيلة الفترة الأخيرة من أجل اكتشاف أي خيط قد يساعد الأجهزة الأمنية فى عملها، وفك لغز الهروب المحير.

(4) تشديد الإجراءات الأمنية حول المقار الرسمية والبعثات الأجنبية، خوفا من اندفاع السجين الفار أو معاونيه المحتملين نحو تنفيذ عملية يائسة للفت الانتباه، وتشتيت النظرة الأمنية بغية الفرار من العاصمة، كما تم سنة 2008 ابان الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، حيث نجح الخديم ولد السمان ورفاقه إلى جر الأجهزة الأمنية لمواجهة مسلحة بتفرغ زينه من أجل التغطية على فرار التقى ولد يوسف وعبد الرحمن النواجري والطيب ولد السالك الثلاثى المكلف بتنفيذ أكثر من عملية بنواكشوط والمسؤول ساعتها عن تجنيد عشرات الشبان لصالح الجماعات الإسلامية المسلحة بالصحراء.

(5) مراقبة المناطق الراقية بنواكشوط والتى قد تستخدم للتغطية على وجود مشتبه بهم، مثل الفنادق والغرفة المعدة للتأجير مع بداية العام الجديد أو تلك المخصصات للأعراس.

وكانت القوات المسلحة الموريتانية قد اعلنت منذ فترة عن تحقيق انجازات نوعية فى مواجهة الجماعات المسلحة، وأكد الرئيس أكثر من مرة أن مقاتلى الجيش تمكنوا من اعادة الاعتبار للدولة الموريتانية، وفرض أنفسهم كقوة صاعدة فى القارة، وقادرة بالفعل على مواجهة الإرهاب ودحره. غير أن جهود القوات المسلحة ظلت دوما بحاجة إلى التحصين من الداخل من خلال جبهة سياسية متماسكة وخطط أمنية محكمة ومحاولة تحييد الممكن من الشباب عن المواجهة التى فرضتها تنظيمات اسلامية مسلحة تتخذ من الصحراء مقرا لعملياتها القتالية.

وبغض النظر عن مآلات العملية وامكانية افلات السجين أو اعتقاله فإن الرئيس والوزير الأول مطالبان باتخاذ اجراءات عاجلة لتعزيز الثقة لدى المواطن فى المنظومة الأمنية الحالية، والدفع باتجاه خطة تحمى البلد من تداعيات الوضع المصطرب في المنطقة والترهل الذى قد يحبط جهود القوات المسلحة على الحدود منذ 2009.