ندوة بنواكشوط لنقاش الحركة الفكرية ببلاد شنقيط (صور)

نظم المركز الموريتاني للبحوث و الدراسات الإنسانية (مبدأ)، مساء اليوم الأحد 17 يناير 2016، ندوة فكرية بفندق "وصال" بالعاصمة نواكشوط، أجرى من خلالها عدد من المفكرين قراءة نقدية لكتاب "الحركة الفكرية في بلاد شنقيط"، وسط حضور مكثف للمهتمين بالشأن الثقافي بموريتانيا".

وقد شارك في نقاش الأطروحة عدد من أساتذة الجامعة وبعض المثقفين المهتمين بحركة النشر داخل البلد. وقد شارك فى الندوة كلا من : الأستاذ الشيخ سيدي عبد الله الأستاذ البكاى ولد عبد المالك الأستاذ يحى ولد البراء الأستاذ محمدو ولد أمين، الأستاذ السيد ولد أباه، الأستاذ محمد ولد بوعليبه.

وقد تناول الأساتذة بنقاش مستفيض أبرز المحطات الفكرية التى تداولتها الأطروحة، ونقاش بعض الأفكار الواردة فيها، مع الثناء على دور المؤلف باعتباره أحد أبرز رموز الحركة الثقافية فى موريتانيا خلال الفترة الأخيرة.

وقال محمد ولد سيد أحمد فال (بوياتي) إن المركز الموريتاني للدراسات والبحوث الإنسانية (مبدأ) يعطي اهتماما كبيرا للثقافة الموريتانية توثيقا ونشرا وتمحيصا، مبرزا أن ذلك الاهتمام تجلى في نقاشه للعديد من القضايا التي تهم الرأي العام، وتشغل حيزا من اهتمام المثقفين والنخبة بشكل عام بموريتانيا".

وقال ولد سيد أحمد فال إن كتاب "الحركة الفكرية في بلاد شنقيط"، لمؤلفه عبد الودود ولد عبد الله، يعتبر رافعة للثقافة المحلية والعربية بشكل عام، وينبوعا للتاريخ الموريتاني ما قبل إنشاء الدولة ومرجعية كبرى للحركات الفكية في بلاد شنقيط".

واعتبر ولد سيد أحمد فال أن الكتاب يشكل إضافة نوعية في الثقافة والمحلية، والعربية بشكل أوسع، لكونه جمع بين الفلسفة، والفكر، والأدب، والفن، مما جعله يستحق العديد من القراءات من لندن المهتمين بالشأن الثقافي والفكري بالبلد". 

وقال مؤلف كتاب "الحركة الفكرية في بلاد شنقيط" الدكتور عبد الودود ولد عبد الله الملقب (ددود)، إن التيار الصوفي في خلال المراحل الأولى قبل تشكل الدولة الموريتانية لاحظ أن الدعوات الصوفية لا تكفي لمواجهة علماء الكلام، وهو دافع بالجيل الجديد من المتصوفة ليكون متسلحا بعلم الحديث، ونزعة ذاتية سلفية، ما جعل العديد يتصورهم أنهم سلفيين، لكنهم في الحقيقة تسلحوا بهذا العلم لتحطيم دعوات علم الكلام مع أن عمقهم في النهاية كان صوفيا محضا".

واعتبر ولد عبد الله أن التيار الصوفي قبل نهاية القرن الثاني عشر كان تصوفه فلسفيا عميقا، أما في نهاية القرن الموالي فقد أصبح التصوف طرقيا وقد استتب الوضع بعد ذلك".

أمال الباحث الموريتاني السيد ولد أباه فأكد أن كتاب "الحركة الفكرية في بلاد شنقيط" يعد من مرتكزات الثقافية الشنقيطية المكتملة وإطارا منهجيا لقراءة السياق الثقافي المحلي".

وقال ولد السيد إن المناهج التي قدمت في الكتاب ثلاثة، أولها يتمركز حول السياق التاريخي، وربط الحركة الثقافية بسياقات ظرفية وفي المنهج اتجاهات سلبية وايجابية، أما المنهج الثاني فهو منهج أقرب إلى نمط من القراءة التراثية للتراث وتوظيفها مضر للغاية".

ولد أشار ولد أباه في مداخلته إلى أن المنهج الثالث الذي اعتمده يدخل ضمن المناهج العلمية الجديدة، لكنه منهج ظل ضعيفا ومحدودا بالنسبة لمن اشتغلوا في التاريخ الموريتاني في حق تحليل الخطاب الثقافي، معتبرا أن هناك اعمال قيم بها مؤخرا غالبا ما تغيب عنها النظرة الفاحصة الحديثة".

وختم والباحث بالقول أن منهجية الكتاب تلبست كثيرا بهذه المناهج، واستطاع مؤلفه أن يخرجه من هذه الثنائية القاتلة، وتمجيد النفس، مما منحه ميزة كبرى وجعل طرحه يتعرض للكثير من الاتجاهات".

وبدروه قال الباحث محمد ولد بوعليبه إن الكتاب اختصر الكثير من الجدل القوي والمناظرات التي كانت قائمة بين بعض العلماء الموريتانيين، معتبرا أنه المؤلف تعرض للعقوبة في المال التي أحدثت جدلا هي الأخرى كبيرا لدى علماء شنقيط".

وأعتبر ولد بوعليبه أن الفكر السياسي غاب من الكتاب، مثل ما غابت عنه بعض المسائل المتعلقة بالتاريخ كالفكر الفني ونشأته في بلاد شنقيط".

أما الباحث البكاي ولد عبد المالك فقد قال إن المؤلف توصل إلى أن تجارة الرقيق في إفريقيا كانت لاحقة على الإسلام، لأن الطابع السلمي للإسلام أكسبته الانتشار في المنطقة وهو عكس ما حدث في الأندلس والأجزاء الأوروبية من الإمبراطورية العثمانية".

واعتبر ولد عبد المالك أن الاكتشافات في الكتاب تعرضت لمسار التطور العكسي الخلاق على عدة مستويات أبرزها على الصعيد المادي، والعملي، والسياسي".

وأبرز الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله أن كتاب "الحركة الفكرية في بلاد شنقيط" يبحث في مجال من أهم المجالات اليوم، وهو ينضاف لأولويات الكتب التي تهتم بالشأن الثقافي والفكري بموريتانيا".

وقال ولد سيدي عبد الله إن مؤلف الكتاب أشار لعدد من الكتب الأدبية التي تعرضت للثقافة الشنقيطية، تعبرا أن الكتاب تناول رافدا ثالثا هو الرافد الحجازي إضافة لتعرضه لرافدي الثقافة المغربية والمشرقية".