زهرة تزور السجن المركزى وتستطلع أخبار السجناء الفارين (صور)

شكل فرار 49 من سجناء الحق العام بموريتانيا دفعة واحدة من السجن المركزى أبرز ضربة يواجهها النظام خلال الفترة الأخيرة، وسط غياب تام للوزارة الوصية، وصدمة داخل جهاز الحرس المكلف بتأمين المنشأة التى تحولت فى الفترة الأخيرة إلى مدينة خارج عن سيطرة الحكومة.

أحد الحراس العاملين بالمنشأة التابعة لوزارة العدل، وبعد رفض السماح له اليوم السبت 20 فبراير 2016 بمغادرة السجن، روى لزهرة شنقيط تفاصيل العملية وظروف العاملين فيه، واصفا الأمر بالصدمة.

 

يقول العامل إن السجناء اختاروا الساعة الثامنة مساء لتنفيذ العملية، وهى لحظة حلول الظلام بنواكشوط (بعد صلاة المغرب بحوالى 35 دقيقة)، كما أنها لحظة تبادل الحراس على المهام، حيث يعمد المتعبون لأخذ قسط من الراحة، بينما لايزال تفكير الجدد منصبا على وقائع أخرى خارج السجن أو لها علاقة بالأحاديث البينية، أو الاتصال بالأقارب والأصدقاء من أجل الاعتذار عن التأخر.

داخل المنشأة يوجد 900 سجين من أخطر السجناء فى موريتانيا، بين مدان فى جرائم القتل أو الاغتصاب أو الاختلاس أو تشكيل عصابة اجرامية للسطو أو مرتكب لمجمل الجرائم السابقة دفعة واحدة قبل توقيفه من قبل الأجهزة الأمنية.

 

انقطعت أخبار السجناء عن وزارة العدل منذ أسابيع، وغابت التشكيلات المعتمدة سابقا، رئيس لكل وحدة يتم التفاوض معه وتلبية بعض طلباته، مقابل تزويد ادارة السجون بالمعلومات الضرورية والمساعدة فى تأمين القواطع داخل السجن، وردع صغار السجناء.

 

قرر السجناء قبل يومين تنفيذ خطة انتحارية، وحشدوا لها من يتصفون بالشجاعة وخصوصا من أصحاب المحكوميات الطويلة (الاعدام – المؤبد- 20 سنة)، وقرروا مداهمة البوابة دفعة واحدة، ووضع الحرس أمام مسؤولياتهم، إما مواجهة السجناء بالرصاص أو تركهم يفرون من السجن باتجاه المنازل المحيطة به، وهو مايعنى نجاح الخطة المرسوم باتقان.

 

شارك فى الدفعة الأولى حوالى 90 من السجناء، وقد تمكنوا من اقتحام البوابة وخلع كتف الحارس المقابل لهم، والتحقت بهم جموع أخرى، لكنها انكسرت إرادتها بعد استعمال الحرس للرصاص فى مواجهة السجناء.

 

وفى المساحة الواقعة بين السجن والحدائق (150 م) تمكن الحرس من السيطرة على حوالى ثلاثين من خلال اجبارها على الارتماء أرضا، بينما تمكن الآخرون من الفرار من محيط السجن، مستخدمين طرقا وعرة ومستفيدين من غياب الشوارع أو الإنارة بالمنطقة المحاذية للسجن، وغياب أي نقاط أمنية قريبة منه يمكنها مد يد المساعدة للحراس.

 

وقد شهد السجن تدافعا قويا بين السجناء المطالبين باستغلال الفرصة للهرب وبين بعض رفاقهم الرافضين للخروج والإخلال بقواعد اللعبة خوفا من تشديد الاجراءات المتبعة من قبل عناصر الحرس وإدارة السجون الموريتانية.

 

ويقول جيران السجن إنهم عاشوا ليلة صعبة بفعل المخاوف من ارتكاب بعض السجناء لجرائم داخل المناطق النائية من دار النعيم، ولكن مع الصباح عادت الأمور إلى مجاريها بفعل اختفاء اللصوص فى الأحياء السكنية الراقية أو المناطق التى ينحدرون منها.