يعيش المنتدى الوطنى للديمقراطية والوحدة المعارض أزمة داخلية منذ فترة، لكنها طفت على السطح نهاية الأسبوع بفعل الخلاف حول القيادة وقواعد التسيير المعقلن للحراك المناهض للرئيس، بين داع لتمرير الوقت برجال ولد الطايع أو سيدي ولد الشيخ عبد الله أو محمد ولد عبد العزيز، وبين مطالب بوضع حد لاختطاف المعارضة من قبل الوافدين الجدد وإعادة الأمل للشارع الذى راهن عليها خلال العقود الثلاثة الأخيرة.
اعلان رئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتانى صالح ولد حننا ترشحه لقيادة الفعل المعارض فى المرحلة الراهنة اربك رموز المعارضة وخصوصا حزب "تواصل"، فالرجل يمتلك مكانة داخل المنتدى، وهو عضو بالقطب السياسى الذى آلت إليه القيادة، وهو حليف فى مراحل كثيرة، لكنه مل الانتظار فى ظل نخبة معارضة تتداول القيادة بين أحزابها وبعض الفاعلين فيها دون منح الحزب قيادة المنتدى أو القطب السياسى أو الأمانة التنفيذية خلال الفترة الماضية، رغم حضوره وفاعلية رموزه وتمثيلهم لخط المعارضة الذى بات يشبوه الكثير من الغموض.
ورغم حداثة التأسيس وكثرة الأحزاب السياسية المشكلة له، إلا أن الطيف السياسى التقليدى ظل خارج رهانات المنتدى، وظل التوازنات تفرض منح القيادة لبعض رموز الأنظمة فى الفترة الأخيرة أو الفاعلين المقربين منها، وهو ماجعل جمهورها يصاب بالإحباط من خذلانها المستمر لتطلاعته، ومنح شارة القيادة فى كل مرة للأحدث عهدا بالأنظمة المرفوضة شعبيا أو الأطراف الفاعلة فيها، بينما يتلظى جمهور المعارضة بحثا عن قائد غير موجود وزعامة لم تنجح مجمل الأحزاب فى الدفع بها.
اكتفى حزب "تواصل" بالأمانة التنفيذية للمنتدى فى الفترة الأخيرة، وفى نفس الخط سار قوى التقدم، ونال عادل قيادة القطب السياسى ابان العملية التفاوضية الأولى، ونال حزب اللقاء قيادة القطب السياسى ابان العملية التفاوضية الثانية، ومنحت قيادة المنتدى منتصف العام الماضى لحزب التكتل، وقبله تسلم حزب التجمع بقيادة الوزير أحمد ولد سيدى بابه قيادة المنتدى فى رحلة التفكير الطويلة، بينما ظل حاتم ينتظره دوره فى القيادة والترشيح، وهو مالم تقبله قواعد اللعبة السياسية ولم يشفع فيه الانضباط داخل هيئات المنتدى، فقرر رئيسه الخروج عن صمته واعلن ترشحه لقيادة المنتدى، بينما كان رئيس حزب عادل والوزير الأول السابق يحى ولد أحمد الوقف يستعد لتسلمها بدعم من تحالف عريض.
وتبدو الساعات القليلة القادمة حاسمة فى مسار المنتدى، رغم الحرج الذى يشعر به قادة الكتل السياسية المشكله له، وصعوبة الاختيار الذى وضع أمامه الجميع.