لماذا رفض القصر الدفاع عن الرئيس؟

أثار قرار رفض المستشار الاعلامى للرئيس محمد اسحاق الكنتى مواجهة خصمه الإعلامى أحمد ولد الوديعة فى برنامج حوارى حول واقع الحريات الاعلامية بموريتانيا موجة سخرية لاذعة فى الفضاء الإجتماعى، وأزعج بعض الفاعلين فى القصر والمحيطين بالرئيس.

 
البرنامج الذى أعده وقدمه الصحفى "عبيد ولد إميجن" بقناة الوطنية الخاصة، كان من المفترض أن يشارك فيه مستشار الرئيس اسحاق الكنتى إلى جانب كوكبة من الإعلاميين حول قرار الهابا الأخير، لشرح موقف النظام والدفاع عن رئيسه المتهم اعلاميا وسياسيا من بعض الدوائر الفاعلة فى المعارضة بخنق الحريات العامة والدفع باتجاه دولة الرأي الواحد.

 

لكن المستشار اعتذر فى اللحظات الأخيرة بفعل الإحراج الذى وقع فيه، واختار تجنب المواجهة الاعلامية فى حلقة مباشرة قد لاتسعفه فيها ملكات الباحث، واختار الدفع بشخص آخر لتمثيله على غرار ما يفعل الكبار أوقات المنازلة.

المثير للسخرية هو ماعرف به الشخص الممثل للأغلبية فى الحوار بأنه مندوب عن المستشار الاعلامى ومعبر عما يدور فى ذهنه من أفكار، وهو مافتح الباب أمام حلقة جديدة عنوانها "الأصوات المستعارة" بعد أن ظلت "الأقلام المستعارة " مثار سخرية داخل الساحة.

 

تصرف فتح الباب أمام مناهضى الرئيس لتمرير الأفكار التى يحملون، بينما كان "الصوت المستعار" يبحث فى ورقته عما يدخله ضمن دائرة النقاش، فى برنامج اتسم بالعمق والرصانة، وكانت مجمل مداخلاته مثار جدل وتنكيت.

أخطاء "الصوت المستعار"  كانت طيلة الحلقة أحد روافد التسلية، وكلما تاهت سفينته ابلغوه بلطف بأن "الخطأ من المصدر"، وأن البرنامج يحتاج المشارك فيه إلى قدر من المعرفة بالواقع والرزانة فى الطرح، وهو مالم يحسنه "الصوت المستعار" معرضا بالنظام الذى ينتمى إليه، ومانحا الساحة الاعلامية فرصة للتعبير عن امتعاضها من الواقع الجديد الذى استم بالقمع والتمييع برعاية مباشرة من بعض دوائر السلطة فى موريتانيا .