حول ولد منصور وحركة أفلام ووحدة البلد

شن عدد من الكتاب والمدونين هجوما عنيفا علي رئيس حزب تواصل محمد جميل ولد منصور اثر تلبيته لدعوة من حركة "أفلام" لحضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها المنعقد بمقاطعة السبخة بنواكشوط، تحت حراسة قوات من الحرس الوطني والشرطة الموريتانية.

 

وقد رأي البعض أن ولد منصور كان يجب أن يرفض الدعوة لسلوك أصحابها باعتبارهم مجموعة تناهض استقرار البلد ووحدته، ولديهم مطالب تقليدية تتمثل في المطالبة بحكم ذاتي للضفة، رغم تراجع العديد من قادة الحركة ورموزها عن مسارهم السياسي السابق بعد رحيل معاوية ولد الطايع الذي قاد حربا شرسة ضد كافة الزنوج بموريتانيا.

 

غير أن اغلب عناصر تواصل يرون أن ولد منصور أحسن بالفعل حينما قرر المشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحركة التي تعامل معها الجميع في فرنسا وأمريكا وهي مهجرة، وشارك رموزها في كافة الأنشطة التي ناهضت الاستبداد أيام الحكم العسكري إبان فترة العقيد معاوية ولد الطايع بما فيها المساعي العسكرية لإسقاطه.

 

إن أغلب أطر الحزب يدركون أن أفلام لديها مظالم قديمة، وإن التصعيد الذي قادته بعض القوي الممسكة بالسلطة منذ الرئيس المختار ولد داداه إلي اليوم ساهم في إخراجهم من بوتقة الوطن المتسع لجميع أبنائه إلي محطة الباحث عن كيان آخر يأويه رغم عدم قانونية الطرح الذي يذهب إليه رموز الحركة في بعض الأحيان.

 

إن أطروحة حركة "أفلام" مرفوضة كأغلب الكيانات الداعية لتقزيم البلد وتشتيته علي أساس الجهة والفئة واللون، لكن مواطنتهم غير قابلة للتشكيك رغم شططهم في القول، و الزمن كفيل بأن يفهم معارضو خطوة الرجل اليوم بأن التواصل معهم أولي من المنابذة والمواجهة، وأن الاحتضان للمخطئ منهم أولي من تركه لأعداء وحدة البلد واستقراره يستثمرون فيه، ويستغلون المواقف غير السليمة لأبناء جلدته من أجل إفراغ ماتبقي لديه من روح وطنية.