بدأت أوساط قومية بموريتانيا حملة تحريض واسعة ضد حركة تحرير الزنوج الأفارقة بالتزامن مع مؤتمر الأول المخصص للتحول من حركة محظورة إلي حزب سياسي مرخص.
وقد قاد الحملة نشطاء بعضهم في المعارضة وآخرون من أعوان الداخلية في محاولة لشيطنة مجموعة سياسية قررت ترك العمل في الخارج والعودة إلي موريتانيا بعد عقود من الصراع السياسي بين مكونات المجتمع الواحد.
غير أن الأخطر هو دخول بعض الأحزاب القومية علي الخط من خلال بيانات تحرض علي ضرب المجموعة وتصفيتها ، ربطها بأمور أخري بعيدة منها كملف الشاب المسيء للرسول صلي الله عليه وسلم، في محاولة لتهييج الرأي العام ضدها ودفع الحكومة إلي إعادة سيناريو التصفيات العرقيات التي باركتها قوي قومية كانت مساندة للجيش سنة 1990.
إن موريتانيا تحاول الآن عبور عقود من الجراح بعد الكثير من الدماء المسفوكة والأموال المسلوبة، والأعراض المنتهكة، وهي بحاجة إلي من يعزز وحدتها وسلمها الأهلي بعيدا عن دعاة التحريض والدعاية المبنية علي أساس العرق واللون.
إن القوي التي تحاول الآن البطش بالوحدة الداخلية ونثر الأشواك في طريق الساعين لعودة إلي حضن الوطن هي قوي تعمل علي هدم آخر مرتكزات الهوية والوحدة الداخلية تحت دعايات جوفاء أصحابها أول من يكفر بالوطن ووحدته حينما يتعلق الأمر بالنفوذ الخارجي والعمالة للأنظمة الرجعية.
إن القطيعة والتنافر والشتائم آخر مايحتاجه الموريتانيون الآن، وإن لملمة الجراح، وتقريب وجهات النظر واحتواء التائه أمور تحتاج إلي من يعيد لها الأولوية بعيدا عن دق إسفين العدواة بين الأشقاء أبناء البلد الواحد.