عروس الشرق الموريتاني تستعد لموسمها السنوي

بعد تصرف طائش قامت به وزيرة الثقافة المنصرفة، قرر القائمون علي الرماية بموريتانيا اختيار مدينة لعيون عاصمة الحوض الغربي لاستضافة موسم الخريف المقرر في العاشر من سبتمبر 2014.

 

المدينة الوادعة بين  رمال الصحراء المتناثرة، وأودية الجنوب الجميلة، وهضاب الغرب الشاهقة تكتسي هذه الأيام حلتها الخضراء، وسط أجواء وصفت بالجميلة من قبل عشاق الطبيعة بموريتانيا.

 

علي مشارف المدينة الغربية تقع "أم أكريه" يوجد ميدان الرماية الأجمل بالبلد، والأكثر أمنا لمستعمليه، وقد حن إلي أصوات الرصاص تملأ الأفق شموخا، بعد أن حاول البعض إذلال ساكنيه من خلال إجبارهم علي إلغاء البسمة قبل عام وقد فتحت الأفواه لها، وكبدت الولاية خسائر مالية كبيرة بحرمانها من موسم سياحي هو الأجمل بموريتانيا خصوصا في فصل الخريف.

 

لم تعلن أي جهة حكومية أو غير حكومية لحد الساعة مشاركتها في الحفل السنوي الذي يكتسي طابعا تنمويا خاصا، باعتباره أهم تظاهرة تعيشها الولاية منذ فترة، كما أن بعده السياحي قد يلفت انتباه العالم الخارجي إلي مستوي الأريحية والأمن الذي يطبع الولاية بشكل عام بعد أن حاولت جهات أجنبية ضرب مقدراتها السياحية من خلال تصنيفها ضمن لائحة الخطر في ظلم كبير للبلد وسكان الولاية علي وجه الخصوص.

 

تحتاج مدينة لعيون والولاية عموما إلي اهتمام رسمي بعد أن سحبت منها كافة مشاريع التنمية بحجج أمنية أو نظرة جهوية ضيقة، تستبطن استنبات المجد في غير ربوعه، وتحاول معاقبة المدينة علي دور تاريخي لم يمنح لها أحد، بل انتزعت بجمالها وحيويتها رغم ظلم التاريخ القريب لها، وقساوة الجغرافيا المحيطة بها.

 

يتطلع سكان المدينة إلي موسم تنموي يضفي مع الفرحة مسحة اهتمام بتراث وساكنة الولاية، وحراكا حكوميا يحول هذه المناسبات من مجرد حدث عابر إلي لحظة مهم في مسار التنمية الجهوية لمدن الداخل.

 

ويستحضر السكان حاجة فقراء الولاية للدعم، وأهمية القطاع الصحي وحاجته إلي قوافل في هذه الفترة حيث الملاريا وفقر الدم وسوء التغذية بعد معاناة طويلة مع الصيف.

 

ويتذكرون حاجة الثانوية للترميم، وإعادة الأمل لوجه المدينة الصامد في وجه الزمن، وعواصف التهميش.

 

لكن السكان عموما سيفرحون بموسهم الجديد مهما كانت الطبيعة قاسية علي أبنائها، والدولة جائرة أو مقصرة في بعض جهاتها، والتنمية ضعيفة أو مشلولة في مقاطعة تعرف بأنها عروس الشرق بامتياز.