إحباط كبير في صفوف أقدم حركة معارضة

اظهرت الاستقالة الجماعية لعدد من رموز الحركة الشبابية بحزب اتحاد قوي التقدم المعارض وجود احباط كبير لدي النخبة الشبابية اليسارية بعد أن فقدت قدرتها علي التكيف مع القيادة الجديدة وتحديات الواقع المر.

 

لمهابه ولد عبادي، عبد الرحمن ولد حمودي،موسي ولد حبيب، وآخرين.. رموز عرفتهم الجامعة كممثلين للحزب اليساري المعارض، وكانوا إلي وقت قريب أبرز واجهاته الشبابية بفعل الحيوية والنشاط والقناعة بالفكر اليساري الذي اعتنقوه إبان تحصيلهم الدراسي.

 

صمت مطبق داخل قوي التقدم، لكنه صمت يشي بعمق الأزمة، فالراحلون اليوم هو أبناء الحركة اليسارية، وليسوا مجرد أشخاص جلبهم الحظ في بعض محطات الطريق، أو دفع بهم الغضب من صفوف السلطة إلي شواطئ الحزب اليساري.

 

قوي التقدم الذي شكل أبرز نموذج للحزب المنضبط عاش خلال السنة الأخير أسوء مراحله، فمرض ولد مولود وعلاجه الدائم في الخارج، ترك فراغا كبيرا في الحزب، كان كافيا لكسر المهابة وأسس التعايش بين الممسكين بالقرار بحكم النفوذ والمال، والمقتنعين بالحزب بحكم التاريخ والهوية الفكرية التي عاشوا من أجلها وناضلوا قبل التأسيس وبعده.

 

لم تنفع مساعي ولد مولود المتأخرة لردم الهوة، فقط سقط في أيدي بعض المقربين منه اجتماعيا- كما يقول بعض المنشقين-،وعاجلته الأزمة ولما يعد ترتيب أوراقه يقول بعض منصفيه أو محازبيه علي الأصح، وهم يرون رفاق الأمس يتساقطون.

 

وبغض النظر عن تأثر الحزب بالمنسحبين أو احتوائه للفراغ القائم ، فإن الجميع بات يدرك اليوم عمق الهوة بين شركاء الحزب الواحد، وانفكاك عري العلاقة بين أطر الحركة الوطنية أقدم تنظيم معارض بموريتانيا بعد خمس سنوات قليلة من المواجهة مع آخر طبعة من حكم الجيش.