قرر رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز عزل رئيس حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بموريتانيا اسلكو ولد أحمد ازيدبيه بعد شهور قليلة علي توليه المنصب خلفا للسفير الموريتاني الحالي بالمملكة العربية السعودية محمد محمود ولد محمد الأمين.
عزل اسلكو ولد أحمد إزيدبيه أمر متوقع منذ فترة بحكم فشله في تسيير التشكلة الحزبية الأكبر بموريتانيا، والدخول في مهاترات داخلية مع التشكلة التي عملت مع سلفه محمد محمود ولد محمد الأمين، بل والدخول في مواجهة مع بعض نوابه، وخصوصا النائب الأول للحزب سيدي محمد ولد محم.
وقد عزز الرئيس المنصرف رصيده السلبي بحرب مفتوحة مع التشكلة المختارة من رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز لتسيير الحملة الرئاسية بانتخابات يونيو.
غير أن الأسوء هو مايتردد حاليا لدي مقربين من الرئيس بشأن الخيار القادم لقيادة الحزب، ومساعي الرئيس لمنح قيادة التشكلة الأهم بموريتانيا لأصهاره، في خرق فاضح للتوازنات القائمة بالبلد.
التقارير المسربة منذ فجر اليوم الثلاثاء ٣-٩-٢٠١٤ من عاصمة الفعل السياسي أطار تفيد بأن المحامي سيدي محمد ولد محم هو المرشح الأبرز لقيادة التشكلة الحزبية التي تعهد الرئيس عشية تأسيسها بمراعاة الأوزان السياسية والقاعدة الشعبية في المراكز المهمة للحزب، قبل أن ينسي وعوده وينحاز الي خيار الجهة والقرابة في تسيير أمور البلد.
تقول المعطيات الحالية إن انتزاع قيادة الحزب من الحوض الشرقي، ومنحها لنائب الشوط الثالث في أطار يعتبر رسالة بالغة السلبية، مع رسائل أخري قرر الرئيس إرسالها لمن يهمه الأمر في بداية مأموريته الثانية، في تحرك واضح المعالم تجاه نخبة محل الميلاد، بدل التعامل بعقلية الرئيس المستوعب لكل الجهات والأعراق والفئات.
يمتلك الحوض الشرقي أكبر خزان انتخابي -كما يقول احصاء سيدي ولد التاه- بعد أن تأكد وجود أكثر من 400 ألف نسمة علي صحرائه القاحلة، كما يحتوي أكبر عدد من العمد والنواب المنتمين للحزب الذي قال رئيسه الفعلي ذات يوم إنه سيعطي الأولوية للمنتسبين والقاعدة الشعبية باعتبار المحسوبية والمحاباة من قيم العهد المنصرف.
فاز ولد محم في الشوط الثالث بمدينة أطار بنسبة توازي أو تصغر ما فاز به عمدة شاب في بلدية أم آفنادش، كما تم تعيينه وزيرا للإعلام لستة أشهر قالت الأغلبية الداعمة للرئيس إنها عززت الشقاق داخل الوسط الإعلامي الحكومي الذي كلف بتسييره، ونافس فيها الصحاف في تصريحاته النارية بغية توتير الأجواء، مذكرا الشعب بفترة الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع بكل قيمها وتفاصيلها الممزوجة بالألم والضعف والفساد.
غير أن الفاعلين في الحزب الحاكم يدركون أن خيارات الرئيس تجاه العملية السياسية محدودة في ظل تنامي نفوذ بعض الفاعلين في القصر من خارج الدائرة الرسمية.