النائب أحمد الحاج علي.. المطارد "الختيار"

لم تشفع له لحيته البيضاء، ولا نهش الأمراض لجسده، من أن يكون مطاردا للاحتلال وهو في عقده السابع من العمر، ليكون أكبر المطاردين عمرا، الذين تسعى (إسرائيل) لاعتقالهم أو تصفيتهم جسديا.

 

تهديدات بالاعتقال والاغتيال أطلقتها قوات الاحتلال بحق النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد الحاج علي (75 عاما) أثناء اقتحامها لمنزله ومنازل أبنائه وبناته في مدينة نابلس خلال الحملة العسكرية التي بدأها الجيش (الإسرائيلي) منذ منتصف الشهر الماضي.

 

ولأربع مرات اقتحمت قوات الاحتلال منزل علي وأبنائه وجيرانه، وقلبتها رأسا على عقب، بحجة البحث عنه وإيصال رسائل تهديد له "إن لم يسلم نفسه".

 

ويقول علي نجل النائب، إن الضابط "الإسرائيلي" قال له ولشقيقاته لدى اقتحام منازلهم بأنه سيقتل والدهم إن لم يسلم نفسه.

 

وأضاف "كل البيوت التي دخلها والدي بعد اقتحام منزلنا واستدعائه من قوات الاحتلال تم اقتحامها وتفتيشها، في دليل واضح على أن والدي مراقب والاحتلال يسعى لاعتقاله بأي لحظة".

ويختفي النائب المسن عن الأنظار منذ بداية الحملة العسكرية ومداهمة منزله في مخيم العين في مدينة نابلس، وبعد إجراء عملية له في إحدى عينيه، الأمر الذي ضاعف من قلق عائلته عليه لا سيما وأنه يعاني من أمراض أخرى وكبر سنه الذي لم يشفع له أمام الاحتلال.

إيمان ابنة النائب علي، تشير إلى أن آخر مرة رأت فيها والدها كانت في الليلة التي اقتحمت فيها قوات الاحتلال بيتهم، حيث غاب عن المنزل بعد صلاة العشاء، وبعد أن قال لهم أنه يقصد الحلاق، ومنذ تلك اللحظة لم يعد للمنزل.

 

وتضيف إيمان لـ"الرسالة نت":"استودعنا والدي لله سبحانه وتعالى ليكلله بحفظه، وبصموده وصبره على ظلم الاحتلال، سيكون لوالدي ما يريده الله، وليس ما تريده (إسرائيل)".

 

كما دهمت قوات الاحتلال الشقق السكنية في البناية التي يسكن بها النائب، وأحدث فيها خرابا واسعا، حيث قال أحد جيرانه أن الضابط (الإسرائيلي) قال له:"كوم حجار ولا هالجار" قاصدا النائب علي، إلا أن الجار أجاب الضابط :"الحاج على راسنا من فوق".

 

ومع حلول شهر رمضان المبارك، غيبت المطاردة الشيخ علي عن مائدة الإفطار والسحور، حرم من قضائها مع عائلته نتيجة اعتقالاته المتكررة.

 

ويقول نجله علي:"اعتقل والدي 18 مرة في سجون الاحتلال، وكان أحد مبعدي مرج الزهور، وعانى كثيرا خلال الاعتقالات التي سببت له أمراضا مزمنة، وحرمتنا من وجوده بيننا في 12 رمضان سابق، ليغيب عنا هذا العام وهو مطارد للاحتلال".

 

ويضيف:"حلّ رمضان علينا هذا العام ووالدي بوضع لم نعتد عليه فيه، فهو ختيار لا يقوى على الحركة كالسابق، ويعاني من أمراض الشيخوخة، كالضعف في السمع، والبروستات، إضافة لإجرائه عملية في عينه قبل أيام، وهو بحاجة لمتابعة طبية مستمرة، وهذا ما جعله يرفض تسليم نفسه".

 

وتعاني زوجة النائب علي من وضع صحي ونفسي سيئ في ظل غياب رفيق عمرها الذي كان لها عونا في مرضها، لا سيما بعد إصابتها بجلطتين في الدماغ، أقعدتها عن الحركة وأثرت على نطقها وكلامها.

 

ويقول علي :"الوضع النفسي للعائلة صعب جدا في ظل غياب والدي، صحيح أننا اعتدنا على غيابه، واعتقاله، لكن الوضع الآن مختلف فالاحتلال لا يؤمن له جانب، وهو معرض للخطر في أية لحظة".

 

واعتقلت قوات الاحتلال ما يقرب من 600 مواطنا بالضفة المحتلة منذ بدء العملية العسكرية بحثا عن المستوطنين الثلاثة الذين فقدت آثارهم قرب مستوطنة (عتصيون) في الخليل المحتلة، ووجدوا مقتولين قرب حلحول بعد 19 يوما من البحث المتواصل عنهم، حيث استهدفت الحملة قادة الصف الأول لحركة حماس بالضفة ونوابا إسلاميين ومئات من كوادر الحركة من مختلف مناطق الضفة.

نقلا عن موقع الرسالة . نت