عبر الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز خلال الفترة الأخيرة عن انزعاجه الشديد من ضعف وزراء الإسكان، وسط تصاعد الجدل بشأن التغييرات الممكنة فى الأجهزة المكلفة بالملف لوضع حد للفساد المستشرى داخل القطاع، والذى أطاح ببعض رموزه.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الرئيس منزعج من عجز الوزراء الأربعة عن تغيير الواقع الذى خلفه سلفهم اسماعيل ولد بد، رغد أخطائه الكثير وأخطاء مساعديه. لكن منذ رحيله دخلت العملية فى بيات شتوى غير مسبوق.
ويرى البعض أن الأمر عائد إلى لوبيات الفساد التى كانت متحكمة فى العملية ابان فترة ولد الشيخ سيديا وتلاعبها بالمشروع الأهم فى تاريخ سكان الأحياء العشوائية، بينما يرى آخرون أن الأمر عائد إلى هشاشة البنية الإدارية وانشغال بعض الفاعلين فى هيكلة الأحياء الشعبية بجمع المال وتبديده.
وأقرت الحكومة سلسلة مراجعات للقطاع، اظهرت حاجته للإصلاح وتنامى الفساد داخل أركانه. وقررت وقف جميع عمليات الترحيل والتحويل واستخراج الأوراق إلى اشعار جديد.
وتجاهل وزير الإسكان الجديد واقع الناس وآلامها منذ تعيينه، ولم يقم بأي زيارة للترحيل أو المناطق المستصلحة فى نواكشوط الشمالية أو الجنوبية أو الضحايا الذين تم هدم منازلهم قبل فترة، كما لم يقم بزيارة مكاتب الترحيل أو التأهيل، حيث أديرت أبرز العمليات اثارة فى تاريخ العملية خلال السنوات الأخيرة.
وتعرض الرئيس لموقف محرج خلال زيارته لأحد المنازل الخصوصية من أجل تقديم التعزية، حيث لاحقته مطالب التأهيل والترحيل، دون أن يجد مايدفع به عن نفسه فى ظل عجز القائمين على الإسكان عن وضع تصور لإنهاء العملية بشكل مسؤول ومقبول.
ويرى بعض الفاعلين فى القطاع وخارجه أن الحل يكمن فى تغييرات شاملة للتخلص من أعباء الملف والالتزامات "غير القانونية" التى قطعها البعض على نفسه أو تلك التى تمت على أساس القرابة والنفوذ، والدفع بمجموعة جديدة قادرة على حسم الملف خلال الأشهر القليلة القادمة.
(*) مواضيع أخرى ذات صلة بالملف
-----------
اختفاء 300 هكتار من أشهر أحياء الترحيل بنواكشوط
الترحيل.. معاقل القهر والتهميش وخرق القانون (صور)
أبرز ملامح عجز الإدارة و الحكومة والرئيس (صور)
حجب أشهر تقرير يرصد الفساد بموريتانيا (حصرى)
لصوص الإسكان يهزمون الرئيس .. ودعا أسطورة الرجل القوي
مشاريع وهمية بقيمة 16 مليار أوقية فى قطاع الإسكان والتجهيز (خاص)