اكتست عروس الشرق الموريتاني (لعيون) أثوابها الخضراء قبل أيام قليلة من موسم الرماية التقليدية (دوري الخريف)، حيث تستعد عشرات الوفود لشد الرحال إلي المدينة الوادعة في عمق الصحراء.
الأمطار التي عاشتها الولاية قبل اليومين زادت من وقار الرمال المتحركة، وأجبرتها علي الهدوء قبل وصول الضيوف،بينما ترفض جبال لعيون الشامخة الإنحاء رغم عواصف التهميش والنسيان.
تبدو الرؤية واضحة لأبناء الولاية، وتزداد كلما أمعن الآخرون في احتقارها، إن الوجه الأخضر للأرض، والأشجار المتناثرة بين كثبان الرمل، والمياه المنسكبة بين الصخور، أضلاع مثل أمل حبكته الطبيعة، وزاد من اصراره علي البقاء عبث الحاكمين وضعف المحكومين..
في العاشر من سبتمبر 2014 تحط وفود الرماية بالمدينة،وعند جبل "أم أكريه" ينهمر الرصاص مؤذنا بانبلاج فجر أيام جميلة،علي وقع الزغاريد والطبول،بينما تكون قري الحوض الغربي علي موعد مع السمر في ليالي الخريفة الهادئة بفعل ارتفاع درجة الحرارة ليلا داخل المدينة الغاضبة من التهميش.