قال المدير العام السابق لشركة "أسنيم" محمد عبد الله ولد أوداعه إن رحيله من الشركة فرصة للاعتذار عن كل الأخطاء التى ارتكب، مبديا فى الوقت ذاته حزنه الشديد لمفارقتها. قائلا إنها كانت بمثابة العائلة التى عاش فيها 25 سنة وأحبها بشكل كبير.
وأكد ولد أوداعه فى رسالة وجهها باللغة الفرنسية لعمال الشركة – ترجمتها زهرة شنقيط- إنه استفاد كثيرا من شركة "أسنيم" والعاملين فيها. قائلا " لقد استفدت الكثير من كل واحد منكم، ومن شركة اسنيم التي مثلت بداية خطواتي في العمل المهني منذ خمس وعشرين سنة، وشكلت حاضنة لتوسيع خبراتي، وإثراء تجربتي".
واستعرض ولد أوداعه أبرز منجزاته خلال الفترة الماضية :
وهذا نص الرسالة (*) :
أعزائي المتعاونين.
أعزائي العمال.
مضت أزيد من خمس سنوات كنا فيها نعمل معا من أجل حسن سير العمل داخل الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم". وقد عشنا خلال هذه الفترة تجربة ثرية على المستويين الشخصي والمهني، تقاسمنا لحظات الفرح والأمل، ولكن أيضا فترات التضحية، والتغلب على المصاعب والعقبات بكل مسؤولية في سبيل خدمة الشركة الصناعية الكبرى، وما نريده لها جميعا.
لقد مكننا لنا إحساسكم الرفيع بالمسؤولية والمهنية، وتفانيكم بتجاوز الوضعيات التي نمر بها، وأعطانا دفعا للتحرك إلى الأمام في سبيل تطوير شركتنا العزيزة، وتوفير الضمانات اللازمة لاستمرار النجاح الصناعي الوطني الهام.
عملنا خلال هذه السنوات الخمس، ساعة تلو ساعة، ويوما تلو آخر من أجل تحقيق أداء متميز، واستثنائي، وكسر الجمود. لقد بذلنا كل الجهود بفخر لإرساء أسس رؤية جديدة لتنمية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم "اسنيم" التي نحتاج لاستمرار قاطرة التنمية بالبلاد، في سوق يتسم بالتقييد المتزايد.
اليوم أمر بلحظة مؤثرة لأنني سأقول لكم فيها وداعا، تلبية لنداء رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، الذي شرفني ومنحني الثقة بأن ولاني مسؤولية وزارة المياه والصرف الصحي، في حكومة الوزير الأول يحيى ولد حدامين.
أعزائي العمال
أصدقائي الأعزاء
بمغادرتي لشركة "اسنيم" أكون قد غادرت عائلتي التي تشكل رأس المال الحقيقي لكل تنمية. أغادر أيضا إخوة وأخوات، وزملاء وأصدقاء، وموظفين متفانين، ومهنيين يتحلون بمستوى كبير من الشعور بالمسؤولية، والتنظيم في العمل، فخورين بخدمتهم للشركة.
لقد استفدت الكثير من كل واحد منكم، ومن شركة اسنيم التي مثلت بداية خطواتي في العمل المهني منذ خمس وعشرين سنة، وشكلت حاضنة لتوسيع خبراتي، وإثراء تجربتي.
إنني بحق لأتشرف وأفخر بأن عملت مع فريق من المهنيين وأصحاب الخبرات، والالتزام أيا كانت الظروف. وقد عملنا دائما في جو من الاحترام والثقة في سبيل تحقيق مهمتنا، وأخذنا على عاتقنا مسؤولية وضعها فوق كل اعتبار.
أعزائي أصدقاء المعادن، والمصانع، والسكك الحديدية، وخدمات الدعم المختلفة، لقد كان كل لقاء مع أي منكم بالنسبة لي تجربة فريدة وثرية، قيمتها الحقيقية في العمل ضخمة، وحققنا بها نجاحات خلال السنوات الخمس الأخيرة.
من الممكن أن أكون اتخذت قرارات لتحقيق الأهداف وتجاوز التحديات الماثلة أمامنا، قد لا يتقاسمها معي بعضكم، لكن ما يمكنني تأكيده هو أنني عملت دائما في سبيل مصلحة الشركة، ومع ذلك فإن الفرصة مواتية للاعتذار عن الأخطاء.
أصدقائي الأعزاء:
مثلي مثل أي عامل بشركة "اسنيم" يجب أن أفخر اليوم بأنني ساهمت في تطوير الشركة خلال السنوات الخمس الماضية.
لقد تمكنا في الواقع من تحقيق ما يلي:
ـ زيادة رأس مال الشركة، ومضاعفته 15 مرة، حيث انتقل عام 2013 من 12.2 مليار إلى 182.7 مليار أوقية.
ـ قيادة ناجحة لبرنامج التنمية والعصرنة، من خلال أكثر من عشرين مشروعا استراتيجيا بتمويل وصل 16 مليار دولار 850 مليون دولار منها من رأس مال الشركة.
ـ وضع رؤية استرتيجية طويلة المدى للشركة، تمشيا مع طموح المشروع الكبير للبلد.
ـ تحقيق أداء تاريخي، وكسر الجمود العملياتي الذي شكل على مدى عقود عقبة أمام تنمية الشركة.
ـ الوصول إلى رقم قياسي على مستوى أعمال الحفر عام 2014 "129.9 MT أكثر من 50 بالمائة مقارنة بعام 2010".
ـ تسجيل رقم قياسي عام 2015 "20.6 MT أي بأكثر من 14 في المائة مقارنة بعام 2010".
ـ تحقيق إنتاج قياسي عام 2014 "13.3 MT".
ـ الوصول إلى مستويات مبيعات قياسية عامي 2013ـ 2014 "13 MT".
ـ التطوير والتأكد من صحة المعادن، والتخطيط للحد من تراكمات TT على مدى عدة عقود، والرفع من مستوى الإنتاج.
ـ تحديث مرافق الإنتاج "آلات التعدين، المصانع، السكة الحديدية" إضافة إلى الخدمات اللوجستية.
ـ رفع الاحتياطات على مستوى Hématite إلى 129 MT.
ـ زيادة احتياطات Magnétite بمليار ونصف طن.
ـ إجراء دراسة خاصة بتجمع المعادن ب Tizerghafe.
ـ إكمال دراسة المعادن بفديرك والتي يصل معدلها "2.9MT للسنة".
ـ تطوير دراسة الجدوى لتحديث محطة "قلب 1".
ـ تعزيز القدرة التشغيلية لشركة "اسنيم" والتي حققت هذا العام إنتاجا وصل 15.2 مليون طن، وبمعدل مبيعات تجاوز 98 بالمائة في 31 مارس 2016.
ـ تحسين القدرة التنافسية لشركة "اسنيم" وذلك بفضل خطط الحد من التكلفة أقل من 33 بالمائة مقارنة بعام 2014.
ـ تحسين القدرة الشرائية للعمال وكذا الإطار الذي يعلمون فيه.
ـ زيادة مساهمة شركة "اسنيم" في الاقتصاد لوطني "الناتج المحلي الإجمالي، الميزانية، الرفع من العملة الوطنية" التي وصلت مستويات استثنائية.
ـ تنشيط المؤسسة، ما أسهم في تعزيز الدور المجتمعي ل"اسنيم" على الصعيد الوطني.
ـ إن هذه الحصيلة تعتبر نتاج عمل الكل، وساهم كل واحد في تحقيقه من خلال الاحتراف والتفاني في العمل. وهي فرصة لأعرب عن شكري للمديرين والمشرفين والعاملين على دعمهم لي طيلة مهمتي بشركة اسنيم.
وهي كذلك فرصة للتقدم بالشكر إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز على دعمه لشركة "اسنيم" والذي بدونه لكانت قد بيعت عام 2008، فثقته، ونصائحه وتوجيهاته كانت حاسمة في تحقيق هذا الرقم القياسي.
كما أشكر المساهمين وأعضاء مجلس الإدارة وشركاء اسنيم على ثقتهم ودعمهم.
أغادركم، لكنني أذكر وأفكر في تضحياتكم فرادى وجماعات على مدى عامين للتخفيف من تأثير تراجع الأسعار العالمية على الشركة، وهي الجهود التي تتواصل للأسف في سبيل إنقاذ الشركة. لكن وكما أقول دائما إن شركة اسنيم قادرة على رفع التحديات وتجاوزها بفضل جهود نسائها ورجالها.
أتمنى التوفيق والنجاح لخلفي، وأرجو منكم مساعدته، ومنحه الدعم اللازم لإنجاح مهمتخه.
أعزائي العمال:
أصدقائي الأعزاء:
لا أستطيع أن أختم كلمتي، وقلبي مفعم بالعواطف والذكريات الطيبة الجملية، إلا أن أقدم اعتذاري الخالص لجميع الموظفين، الذين تقدموا لي بحالات شخصية جماعية أو فردية، ولم أستطع أن أجد لها حلولا مرضية بالنسبة لهم، ومن رأوا في قراراتي خطئا بوصفي المسؤول الأول عن الشركة طيلة هذه الفترة.
أشكركم جزيل الشكر على دعمكم طوال السنوات الخمس الفارطة، كما أشكر تفانيكم وإتقانكم.
عاشت اسنيم، عاشت موريتانيا.
نواكشوط بتاريخ: 07 ابريل 2016.
محمد عبد الله ولد أوداعه إداري ومدير عام لشركة "اسنيم".
فبراير 2011 ـ ابريل 2016.
(*) ندعو المواقع الإلكترونية للكف عن أخذ تقارير الموقع دون اذن من التحرير