يسرني أن أكون بينكم اليوم صحبة معالي وزير العدل والسيد رئيس ائتلاف أحزاب الأغلبية والإخوة ممثلي الأغلبية وزعاماتها كأقوى تعبير من الحكومة والأغلبية، عبر هؤلاء الأشخاص ومواقعهم ومكاناتهم عن ما نوليه لهذا اللقاء من أهمية قصوى وما نعول عليه من نتائج يمكن آن يسفر عنها لو توافرت لدينا الإرادات القوية في تجاوز حساباتنا الضيقة وخلافاتنا الآنية ووضعنا مصالح البلد فوق كل اعتبار .
إن التجربة أثبتت في كل مرة أن الموريتانيين حين يتحاورون وتتوافر لديهم الإرادة القوية في تجاوز خلافاتهم قادرون دائما على خلق وإيجاد حلول خلاقة لكل مشاكلهم وهو ماعزز دوما من مستوى ممارستنا الديمقراطية وقوى من أدائنا السياسي والمؤسسي واظهر ساحتنا الديمقراطية كأكثر الساحات الديمقراطية حراكا وحيوية ،وهو ما جعل من تجربتنا الديمقراطية على حداثتها تجربة تضاعي تجارب عريقة في المنطقة بل وتتجاوز ها في نقاط وأبعاد متعددة .
إننا البلد الوحيد ربما في شبه المنطقة الذي رفعت الدولة يدها بالكامل عن العملية الانتخابية وأصبحت تدار من طرف لجنة مستقلة يختارها أقطاب المشهد السياسي بالتوافق المطلق ،كما أننا من البلدان التي تملك حالة مدنية وفق أكثر أنظمة الحالة المدنية دقة وتحصينا في العالم ،إضافة إلى ما انجزناه من تراكم في الخبرة أثمرته حواراتنا ولقاءاتنا السابقة من نصوص وترتيبات تنظيمية تشكل ترسانة قانونية وإدارية متكاملة وملائمة لحاجياتنا ومتطلبات واقعنا وخصوصياته ومفرداته الدقيقة ،دون أن انسي ما يعرفه البلد من ازدهار وتطور متسارع في مجال الحريات العامة فردية وجماعية .
وبالإضافة إلى المكاسب الديمقراطية فان المكاسب التي حققتها بلادنا في مجال الأمن والسياسة الخارجية قاريا وعربيا ودوليا وما حازته من ثقة شركائها الاقتصاديين أشقاء وأصدقاء ،هي في الحقيقة ليست لنا كحكومة اواغلبية بل هي ملك للأمة الموريتانية على كل موريتاني أن يحافظ عليها ويسهر على تعزيزها .
السادة الحضور
لقد عرفت علاقاتنا في كل المراحل حالات مد وجزر واستقرار وترحال من موقع إلى آخر وتقاطع وتباين ،ورغم كل ذلك فان الحكومة مجسدة بذلك الإرادة السياسية القوية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لتؤكد لكم اليوم وللرأي العام الوطني جديتها وصدقها واردتها في أن تدفع بمشاوراتكم وحواراتكم هذه حتى تصل إلى كل غاياتها وأهدافها وان تضع نتائجها بالتشاور مع كل ألوان الطيف السياسي الوطني موضع التنفيذ .
لقد أثبتنا في كل الحوارات السابقة وشهودنا فيها شركاؤنا بأننا شريك جدي وصادق يحترم ويقف بقوة عند التزاماته وتعهداته ،وهو ما نؤكد اليوم مضينا فيه بكل عزم وإصرار والله يسدد خطانا ويحفظ بلادنا من كل سوء .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.