خلف مكتبه الوثير بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي في ضاحية تفرغ زينه الجميلة، خفت صوت الزعيم الثائر، بعد أن سلم الوزيرة الشابة ماتي بنت حمادي من مقاليد المجموعة الحضرية في صفقة واضحة المعالم والظلال.
لا يبدو مسعود ولد بلخير الثائر من أجل أرقاء البلد سابقا، الباحث عن مكانة بين كبار الشخصيات في البلد بحاجة إلي من يذكره بواقع الأرقاء الذين صوتوا له ولمستشاريه في العاصمة نواكشوط ابان انتخابات نوفمبر 2013.
إنه يتذكر جيدا ..
لقد بات لدي الزعيم الثائر فسحة أمل بها يتابع أخبار العالم وينظر فيها للمستقبل، ويراجع فيها دروس الماضي لاستخلاص العبرة من تجربة ثرية عاصر فيها مجمل الأنظمة السياسية بموريتانيا.
من شرفات المجموعة الحضرية المطلة علي البرلمان حيث مقر الرئيس السابق، وإدارة تكوين المعلمين، الشاهدة علي عمق الإهمال والجهل الذي يضرب أبناء الشريحة، يمكن لمساعده الذي أختار بأمانة لقيادة سفينة الطاعة أن يرصد بكل هدوء وطمأنينة حركة أمعاء الجياع من المصوتين له، وهم يتحسسون رقابهم خوفا من شرطي غاضب أو عامل بالمجموعة كلفته سيدته الجديدة بالعبث بقماش الجياع الباحثين عن ما يسدون به رمق الجوع في انتظار وعود الزعيم المهلم.
تقول المجموعة الحضرية إن تطهير العاصمة من الأوساخ هدفها، وفي سبيل ذلك لا بأس بقدر من الصرامة، فالمرأة الحديدة مدعومة من رجل القصر النافذ، ولها تفويض وقع ذات ضحوة في مقر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية نصفه، وفي مكان آخر تم التفاهم علي النصف الآخر بين الرئيس والمرؤوس…
أمام بناية “آفركو” رمز الثراء في البلد تتناثر ثياب “سالم” ذات الخلطة العجيبة ( سينبل + لخياطه)، وأحذية “محمد” وعلي مقربة منهم تجلس “رملة” تنتظر ما تجود به أيدي المحسنين من صدقة،يحرص أغلب مقدميها إلي تحويلها إلي سكر أو خبز أو شاي ليمنعوا المعدمين رؤية الدنانير التي أحبوا وصفاء “100 أوقية” قبل أن تعبث بها أيدي محافظ بنك جديد.
لم يسمع أغلب هؤلاء بإنذارات المجموعة الحضرية التي يقدمها التلفزيون الرسمي أو تلفزيون “خيرة” كما يقول بعض المشاكسين. فمن منهم لديه وقت كاف للاستماع للإذاعة أو التفرج علي أبناء الطبقة المخملية في شاشات يعز استعمالها لغير مسلسلات “تركيا” أو أفلام”العنف” التي تبثها القناة التلفزيونية السعودية المخصصة لكل ما هو عنيف وغريب..؟!!
ليس مهما ..
سيسمعون الإنذار ذاته .. عفوا سيلمسونه حينما تصادر شرطة “ماتي بنت حمادي” أمتعتهم، وتحيلهم إلي عالم التشرد .. ففي نفوسهم من الدعة ما يجب أن يزول .. موريتانيا بحاجة إلي مزيد من التطرف والشعور بالحرمان .. أو هكذا يخيل إلي أن الوزيرة تقول؟؟!!
خاص – زهرة شنقيط