على بعد شهرين من استضافة القمة العربية فى نواكشوط لاتزال وسائل الاعلام الوطنية والدولية عاجزة عن معرفة الجهة التى سيناط بها منح التراخيص للتغطية، واستقبال الوفود الصحفية التى ستصل البلاد قبل أسبوعين من الحدث الأهم فى تاريخ الدولة الموريتانية.
معظم الدول ذات المؤسسات العريقة تطلق مواقع الكترونية للتعامل مع مجمل القضايا المستجدة بكل اللغات، حيث تكلف لجان حكومية أو أخرى فنية متخصصة بفرز الملفات واعتماد وسائل الإعلام الأهم داخل العالم، بمعدل ثلاث مؤسسات على الأقل عن كل دولة من دول العرب المشاركة فى الاجتماع مع اعطاء الأولوية لكبرى المؤسسات التلفزيونية والوكالات الأجنبية ذات السمعة الطيبة والانتشار الواسع.
كما تقوم بعض الجهات الأمنية بفرز ملفات بعض المؤسسات الأجنبية وخصوصا من الدول التى اشتهرت باختراق القمم عبر الصحفيين، أو التى تمنح جنسيتها لبعض الأجهزة الأمنية الأخرى للقيام بأعمال منافية للقانون أو التجسس على اجتماعات القادة العرب، وتراقب الأجهزة الالكترونية المستوردة للبلاد بشكل دقيق تفاديا لأخطاء قاتلة وقعت فيها دول شقيقة وصديقة،مع تسهيل عمل اللجان الإعلامية المختصة لنقل صورة حسنة عن البلد خلال حدث يعتبر من أهم الأحداث التى تشهدها الدول العربية خلال الفترة الأخيرة.
غير أن ضعف اللجنة الوزارية الممسكة بالملف ورتابة أعمالها يجعل الأمور محل خلط وارتباك، حيث تمت مركزة مجمل اللجان، والاكتفاء بتبليط الشوارع وارسال الدعوات عن تحضير المفيد وحبك الملف الإعلامى، بعد أن باتت وسائل الاعلام أبرز فاعل فى الساحة خلال العقود الأخيرة.
ولعل اللجنة بحاجة إلي اتخاذ سلسلة من التدابير السريعة لتفادى الحرج والإساءة لصورة البلاد الخارجية وهذه أبرز المقترحات الممكن الأخذ بها قبل قمة يوليو المقبلة :
(1) اطلاق موقع الكترونى للقمة العربية المقررة فى نواكشوط
(2) اختيار شعار للقمة العربية يعكس النظرة المستقبلية للواقع العربى
(3) تشكيل لجنة فنية لاعتماد المؤسسات الإعلامية
(4) تشكيل لجنة أمنية لفحص المؤسسات الاعلامية القادمة من دول أوربية بالأساس، والحذر من ان تكون قمة نواكشوط أول قمة عربية يسمع للإعلام الإسرائيلى بتغطيتها.
(5) عقد مؤتمر اعلامى مصاحب للقمة للاستفادة من تجارب الوفود الإعلامية وعرض التجربة الموريتانية فى مجال تحرير الإعلام.
(6) اطلاق مركز اعلامى مجهز لنقل وقائع القمة واختيار أماكن للبث المباشر تكون اطلالتها مقبولة لدى الرأي العام الداخلى
(7) تجهيز لائحة بأبرز المتحدثين القادرين على الرد على مجمل الأسئلة المثارة حول المعادن والبيئة والصحة والتعليم والثقافة والشعر والمسرح والواقع الأمنى بالمنطقة والعلاقات العربية الإفريقية، ومكافحة الإرهاب والمخدرات والجريمة المنظمة، من أجل تسهيل عمل الصحافة الدولية القادمة للعاصمة نواكشوط، وتفادى ظهور بعض الأشخاص غير القادرين على اعطاء صورة حسنة عن واقع المثقف الموريتانى الملم بالمحيط الذى ينشط فيه، والأحداث التى تعيشها الأمة العربية والجوار الإفريقى.