اعلنت الأجهزة الأمنية بنواكشوط أنها تمكنت من تفكيك عصابة تتاجر بالمخدرات بمقر وسيط الجمهورية علي بعد أمتار من قصر الرئيس، ومكاتب وزير الداخلية المكلف بمحاربة الجريمة وضبط الأمن بالبلاد.
ويعتبر الكشف عن العصابة التي تنشط ليلا علي أهم الشوارع الرئيسية بنواكشوط، وفي أحد المجالس الدستورية الكبيرة، قبالة بوابة الداخلية المخصصة للوزير وكبار معاونيه بمثابة إشارة علي مستوي ترهل الوضع الأمن بموريتانيا، وانشغال القوي الأمنية عن مهامها الرئيسية.
ورغم أن بعض الممسكين بزمام القرار في موريتانيا اهتموا فقط بمكان انكشاف عصابة الوسيط، لخلافات سياسية محلية، إلا أن البعض رأي في المكان والتوقيت رسالة بالغة الدلالة علي مستوي الوضع العام بالعاصمة وضواحيها.
ويستغرب البعض كيف يمكن لدولة يتعهد وزير داخلية بتفكيك كل رموز الشر، ويحارب العلماء والجمعيات الثقافية من أجل منع أي تكدير مفترض للأمن، وهو غارق في دهاليز مكتبه عن جرائم بشعة مثل الاتجار بالمخدرات وتعاطيها علي بعد ستة أمتار فقط من مكان وقوف سيارته الرسمية.
إن عصابة مقر وسيط الجمهورية تعتبر اهانة للجهد الذي تبذله القوات الأمنية المرابطة علي الحدود، والقوي التي تقاتل الأشباح خوفا من تسريب المخدرات إلي البلد، بينما يوفر الإهمال مرتعا للفاسدين من أجل المتاجرة بكل أنواع السموم علي بعد أمتار من مكاتب صنع القرار الأمني بموريتانيا.
كما أن السلك الدبلوماسي الخارجي سيكون في حالة اندهاش وهو يري عصابة من ثمانية أشخاص تنشط في مقار تتوسط المربع الأمني (العدل والداخل والقصر)، ويتصرف أصحابها بأريحية كبيرة.