قالت النائب عن حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض هندو بنت الديه إن ملف الكهرباء أحد ملامح الأزمة المستحكمة فى موريتانيا منذ انقلاب الثالث من أغشت 2008، رغم الوعود الكثيرة والمشاريع المتعددة والقروض التى ناهزت مليار دولار.
وأضاف هندو فى مسائلة لوزير الطاقة الموريتانى أحمد سالم ولد البشير إن "أغلب أحياء العاصمة نواكشوط ومجمل المدن فى الداخل تعيش وضعية سيئة بفعل اضطراب الخدمة وفقدانها فى الكثير من الأحيان، رغم التكلفة الباهظة للمشتركين والانتظار الثقيل للآلاف من السكان، ممن يحلمون بانتهاء الأزمة الحالية وتوفير الخدمة لمستحقيها وهم كثر، وضمان جودة المقدم منها وفرض استمراريته".
وخاطبت النائب وزير الطاقة بالقول "لدينا الآن مديونية تقترب من مليار دولار بفعل مشاريع الطاقة أي ما يعادل احتياطي العملة الصعبة بموريتانيا ومع هذا لا تزال اغلب شوارع العاصمة مظلمة ..ولا تزال القري محرومة من الكهرباء، وكبريات المدن تشكو من ضعف المتوفر ومجدودية انتشاره وغلاء أسعاره".
ورأت النائب أن مشاريع الطاقة بموريتانيا تحولت خلال الفترة الأخيرة إلى مصدر للثراء الفاحش للبعض، بينما لاتزال أحياء العاصمة تنتظر التيار الضعيف القادم عبر الأسلاك المتناثرة فى الشوارع، ولاتزال مجمل المصالح الحكومية غير قادرة على تأمين التيار الكهربائي رغم الوعود الجمة، مستشهدة بحادثة انقطاع الكهرباء عن الرئيس وضيوفه قبل أشهر.
وأضافت " لقد سمعنا الكثير من الكلام عن مشاريع الطاقة وندرك حجم الأموال الموجهة إليها، ولكن نستغرب كيف لاتزال البلاد عاجزة عن تأمين حاجياتها من الطاقة، فى وقت تتحدثون فيه عن تصديرها لدول الجوار فى استهتار بعقل المواطن وامعان فى اذلاله".
وختمت النائب بالقول" إن المشكلة ليست فى غياب مصادر الطاقة داخل البلد فتلك موجودة ولله الحمد، ولا فى التمويل بعدما تم اغراق البلد فى الديون، فالصناديق العربية والإسلامية منحت الكثير من المال، والشركاء الأجانب واكبوا القطاع منذ فترة، لكن المشكلة فى الفساد المستشرى وضعف المتابعة والاهتمام والتربح على حساب المواطن البسيط، وغياب إدارة مسؤولة قادرة على حماية مصالح البلد وتوفير الخدمات الضرورية لمواطنيها.
المشكلة فى بناء محطات كهربائية دون خطوط توزيع، وحشد التمويل دون تسيير حسن، واغراق البلد فى الديون دون توفير حد أدنى من الخدمة ينفع الناس ويمكث فى الأرض، المشكلة فى تحول الكهرباء إلى مشكل مزمن رغم الأموال الموجهة له، والبحث عن بلد آخر لمده بالخدمة، بينما لاتزال شوارع لعصابه ولعيون وأطار وتيشيت والدار البيضاء وتوجنين مظلمة، ومنازل سكانها معزولة عن العالم الخارجى، وممتلكات تجارها عرضة للتلف والضياع بفعل سوء الخدمة وعجز الجهات المختصة عن حماية مصالح الناس".