لم تكن الصحافة مهنتي الأولى، ولا الأخيرة. لكنها كانت المفضّلة؛ على الإطلاق. وفي هذا اليوم الذي يجتمع فيه أكثر من 900 صحفي في بلادي، هَمَمْتُ بالمشاركة في الأيام التشاورية، التي تُعقَد بُغية إصلاح قطاع الصحافة بموريتانيا، تحت شعار: "التحدّي المهني". قدّمتُ رِجْلا وأخّرتُ أخرى، ثم قررت عدم الحضور؛ لأسباب منها:
ـ أولا: أنني لم أعد صحفيا، رغم عشقي لصاحبة الجلالة! وكما قال صديقي وزميلي، الصحفي الجزائري اللامع/ مسعود بن الربيع: فإنني انتقلت، طوعا، من الحرية إلا العبودية؛ حين تركت أكثر الوظائف انفتاحا، إلى أكثرها انغلاقا؛
ـ وثانيا: أن اجتماع اليوم إنما هو خاص بصحافة موريتانيا، حرسها الله.. وأنا لم أعمل (يوما واحدا) صحفيا في موريتانيا إلا موفدا لوسيلة إعلام أجنبية (قناة الجزيرة وموقعها الإنجليزي، وقبل ذلك: قناة روسيا اليوم، RT، بنسختيها العربية والإنجليزية)؛
ـ وثالثا: أن مما شجعني على "التخلف" عن هذا الحدث المهمّ: غيابَ قامات إعلامية؛ مثل الصديق العزيز، أمير الشعراء، وفتى صاحبة الجلالة المدلّل، الزميل/ محمد ولد إدومو، الذي كتب على جداره الفيسبوكي: أنه لن يحضر؛ ـ وثمة أسباب أخرى، أتركها لنفسي؛ تأسيا بالأمير (Mohamed Idoumou).
أما بعد : فإنني آمل أن يتوصل المجتمعون (في هذه الأيام التشاورية) إلى ما فيه الخير؛ للبلاد عموما؛ ولمهنة المتاعب خصوصا، حتى أستطيع ــ ذات يوم ــ أن أقول، في بلادي وبملء في: إنني صحفيّ سابق (دون أن يمتعض محدثي؛ فأضطر لتوضيح أنني لم أعمل يوما في الصحافة المحلية، وإنما أنا صحفي تلفزيوني دولي؛ عملتُ في موسكو، وواشنطن، ولندن، وجنيف، والدوحة، ودبي، وإسلام آباد، وغواتيمالا، وهافانا، وتبليسي، وغروزني، وسمولينسك... وغيرها من بلاد الله الواسعة. وأنني عضو في مؤسسات إعلامية دولية؛ كالمعهد الدولي للصحافة IPI).. ولا فخر.