تستعد بلادنا لاستقبال حدث تاريخي بامتياز ذو أبعاد متعددة تتعلق بمسار تطور الجمهورية الفتية الطامحة إلى الرقي والتقدم، ورغم وحشة الطريق وضعف الزاد المعترضان لتحقيق هذا الأمل يبقى الرهان الوحيد لكسب المعركة مرتكزا على قوة الإرادة ووحدة الصف، يتمثل هذا الحدث في استضافتنا لقمة الدول العربية وهو ما نعتبروه تحديا حقيقيا يستدعى منا جميعا كموريتانيين، وبدون استثناء ساعة انسجام، تغيب فيها كل الخلافات وتختفي فيها كل التجاذبات وتلتقي فيها كل الإيرادات متجهة نحو تحقيق هدف واحد ألا وهو إنجاح قمة نواكشوط العربية.
ومن البديهي أن النجاح الذي نعنيه هنا لا يتعلق بتاتا بأهمية القرارات المتخذة من طرف القادة العرب في نهاية القمة، وما أحوج الأمة إلى مثل قرارات تاريخية تستجب لمطالب وتطلعات الشعوب العربية المنكوبة من المشرق إلى المغرب، إن المهمة الملقاة على عواتقنا كموريتانيين نستضيف ضيوفا من بني جلدتنا مصرينا مرتبط بمصيرهم، هو المساهمة في خلق جو هادئ ملؤه الأخوة والمحبة وإظهار الفرح والسرور بهذا الحدث الذي سيضاف إلى مكاسبنا التاريخية، حتى يتمكن المجتمعون من النقاش والتحاور في ظروف سلسة وإيجابية، كما أننا مطالبون كموريتانيين بتعاون تام ومخلص مع الدولة ومؤزراتها في جهودها التنظيمية والأمنية دون منة، ولا مقابل لأن ذلك هو واجبنا مهما كانت مواقفنا السياسية وخلافاتنا الشخصية، فالمسألة تتعلق بالوطن والمصلحة العامة لكل الموريتانيين.
لا شك أن الدماء التي تسيل في سوريا والعراق واليمن وليبيا وقضايا الأمن في المنطقة العربية وخاصة التدخل السافر لدولة إيران في الشؤون الداخلية لبعض الدولة العربية وسياساتها العدائية ضد دول الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية الشقيقة التي نقف إلى جانبها بكل قوة وحزم، ستكون في سلم أولويات جدول عمل القادة العرب في قمة نواكشوط.