هل ينجح ولد عبد العزيز في اتخاذ التدابير اللازمة بعد قمة العرب؟

شكل انعقاد القمة العربية بالعاصمة نواكشوط أبرز حدث عاشتها موريتانيا خلال الفترة الأخيرة، وسط تحديات جمة ستفرض نفسها على البلد خلال الأشهر القادمة وهو يرأس منظومة العمل العربى المشترك فى ظل الخلافات التى تضرب الأمة العربية، وتصاعد للعنف فى أكثر من عاصمة عربية.

ورغم تسلم موريتانيا لقيادة كل اللجان لاتزال الصورة ضبابية والتحدى أمام الرئيس والحكومة كبير، بفعل ضرورة تفعيل اللجان المشتركة والعمل من أجل تحريك بعض الملفات الاقتصادية، والبحث عن حل لبعض الأزمات القائمة، والمحافظة على حضور فاعل فى مجمل المحافل الدولية باسم المنظومة العربية، من أجل تبرير حجم التعب والإنفاق والتحضير الذى تم القيام به لاستضافة الجامعة العربية.

 

ولعل هذه هي أبرز القرارات التى يجب اتخاذها فورا بعد انتهاء القمة من أجل إعطاء صورة مغايرة عن البلد، وتعزيز الثقة بقدرة المنظومة الجديدة على متابعة القرارات الصادرة عن اجتماع نواكشوط، والتحضير الجيد لعرض حصيلة مقنعة فى قمة اليمن الشقيق أو الرياض.

 

(1) تثبيت وزراء الخارجية والاقتصاد ومندوب الجمهورية الإسلامية بالجامعة العربية فى مناصبهم الحالية، من أجل مواصلة العمل التنفيذي ، والدفع باتجاه تفعيل الأجندة التى أقروها مع نظرائهم فى العالم العربى خلال الاجتماعات التحضيرية، وتفادي أي تغيير قد يربك مسيرة العمل الموريتانى، ويعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

(2) تعيين مندوب خاص بليبيا من طرف الرئيس الموريتانى، وآخر للأزمة السورية من أجل المشاركة فى صياغة مستقبل أنظمة عربية ذات وزن كبير، والإبقاء على حضور فاعل لموريتانيا الرئيس الفعلى للجامعة العربية، بدل  ترك الحضور للأمانة العامة للجامعة المحكومة كليا من طرف القاهرة أبرز غائب عن قمة نواكشوط وأبرز منغص للجهد الذى بذلته الحكومة الموريتانية خلال الفترة الماضية.

(3) تشكيل خلية حكومية لمتابعة القرارات الصادرة عن الجامعة العربية يكون مقرها بنواكشوط وليس القاهرة، بهدف التواصل مع الأمانة العامة للجامعة العربية والقوى العربية الفاعلة على الأرض، وإنضاج الأوراق التى تم تقديمها فى اجتماع الخبراء ووزراء الخارجية.

(4) العمل من أجل عقد قمة عربية افريقية حول الشباب فى القارة السمراء والعالم العربى تدعى لها الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وأبرز الممولين (المؤسسة الدولية المانحة) من أجل إطلاق مبادرة مشتركة لمواجهة التحديات التى يعيشها الشباب العربى، ومن الأفضل أن يكون الاجتماع فى مقر المنظمة العربية برئاسة موريتانية من أجل حشد المزيد من الحضور له.

(5) إجراء تعديل واسع فى الخارجية من أجل إشراك وجوه بارزة فى الحكومة الحالية وخارجها، واعتماد سفراء لديهم تجربة قوية وإعطاء دفعة للعمل الدبلوماسى خلال الفترة القادمة بدل الارتهان لأجندة ماقبل القمة والتوازنات القبلية والسياسية المضرة بالبلد ومصالحه الحيوية.

وتظل مراجعة الأخطاء الماضية والإستفادة منها أبرز نقطة مطروحة على أجندة الرئيس والحكومة، فرغم الجهد المقام به من طرف اللجان التحضيرية، إلا أن الأخطاء الكبيرة التى شابت عمل بعض اللجان يجب أن تكون محل محاسبة ومتابعة، فالدول تحتاج إلى عقل يدير اللعبة ويد حازمة لمحاسبة المقصرين.