قرر رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز ووزيره الأول يحي ولد حدمين احتقار سكان الحوض الغربي، وخصوصا مقاطعة لعيون من خلال إرسال وزيرة البيطرة فاطمة بنت لحبيب إلي الولاية لنقاش أوضاع السكان مع أبرز الفاعلين المحليين.
ورأي البعض في تعامل الحكومة مع السكان المحليين تكريسا لنظرة متوقعة منذ تعيين ولد حدمين وزيرا أول بموريتانيا، وتأديبا لرموز اعتبروا أنهم بدعم الرئيس وحزبه حسموا مسألة الحضور في السلطة، والمشاركة في القرار السياسي، والاستفادة من موريتانيا الجديدة.
غير أن البعض لم يتوقع أن ينحط سقف النظرة الحكومية للحوض الغربي إلي هذه الدرجة، رغم أن أطر المنطقة بادروا باستقبال الوزير، وعرض مشاكلهم العالقة في أجمل مسرحية تشهدها المدينة منذ وفاة أبو المسرح الموريتاني همام عليه رحمة الله قبل عقود.
وتعيش فاطمة بنت حبيب منذ تعيينها قبل فترة حالة من العزلة النفسية، كما أنها في الترتيب الوزاري لاتعني شيئا للرئيس ووزيره الذي يهمس في أذن رفاقه بأشياء يدركها قبل غيره، كما أن أزمة لعيون ليست أعلاف ماشية يمكن استيرادها من الجارة الجنوبية مالي، أو بعض الأمراض النسائية يمكن لطبيبة متخصصة في الولادة أن تفيد فيها، بل نظرة احترام مفقودة، ومشاريع تنموية محاصرة، وإشراك في القرار السياسي بشكل يحترم الأسس المتعارف عليها، ويراعي الحساسيات القائمة منذ عقدين أو أكثر.
عموما في الولاية من فرح بالزيارة، ومن اهتم بها، باعتبارها رسالة تأديب واحتقار لنخبة باعت نفسها للرئيس وحزبه بثمن بخس، وكان فيها فعلا من الزاهدين.