يشعر عدد من قادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية المحكوم به في موريتانيا بالإهانة بعد أن أجبرتهم الظروف السياسية، وتغول الأجهزة الأمنية علي التخلي عن مساندة حراس أزويرات المضربين عن العمل، رغم وعد سابق بتبني القضية ودعم حراك الفاعلين فيها.
وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الوفد الذي زار العمال قبل أسابيع، تحرك دون تنسيق مع القيادة العليا للبلد، وإن تصرفاته الصبيانية كادت تجر البلاد إلي مأزق عرقي،لولا تدارك بعض المقربين من الرئيس للأمر بعد تقرير نشرته زهرة شنقيط عن الحادث الغريب، والإحراج الذي وضعت فيه قيادة الحزب الأجهزة الأمنية، وخصوصا إدارة أمن منطقة نواكشوط.
وأضاف المصدر أن الدعم المبالغ فيه للمسيرة القادمة من الشمال، بعد أسابيع قليلة من قمع مسيرة قادمة من الجنوب كان خطأ بل خطيئة أقدم عليها بعض السياسيين الداعمين للرئيس دون استشارة أو روية.
وقال قادة من الحزب الحاكم للعمال بأنهم سيدعمون حراكهم المشروع، وسيحملون قضيتهم إلي الرئيس، واعتبروا في تصريحات متتالية لبعض وسائل الإعلام، ماوقع انتصارا للحزب في طبعته الشكلية الأخيرة، وسحبا للبساط من تحت المعارضة السياسية، ودعما لبعض العمال المظلومين.
اليوم يقف عمال أزويرات عند البوابة الشمالية دون أن يزورهم أي زائر من التشكلة المضحكة التي تباهت بقافلة الرياء السابقة، وتفنن رموزها في نشر صورهم مع الفقراء العمال، وتنافسوا في الإدلاء بالتصريحات التضامنية مع العمال في وجه المؤسسة الظالمة، والمبالغة في الحديث عن مناخ جديد بموريتانيا.
لقد بات عدد من المشاركين في المبادرة الأولي يشعرون بالحرج كلما ذكر "عامل" مهما كان، وتواري البعض عن الأنظار، وترك العمال للقارب والأفاعي والبرد القارس علي بوابة نواكشوط، بعدما راهنوا ورحبوا بدعم أطر حزب الرئيس، وكبار الداعمين له.
لكن لسان حالهم اليوم يقول .. ليتكم لم تدعمونا، لقد كنتم نذير شؤم، ومصدر تعقيد للأزمة.