ميركل فى النيجر ومالى .. تخطيط مقصود أم فقدان للبوصلة؟

وصلت المستشارة الألمانية "ميركل" رسميا إلى العاصمة المالية باماكو، ضمن جولة إقليمية تهدف من خلالها تعزيز صورتها كمحاربة شجاعة للإرهاب، مع البحث عن شراكة جديدة مع دول الساحل لبناء أول قاعدة عسكرية دائمة لها فى المنطقة، مستفيدة من الذعر الذى تمر به بعض الدول المأزومة داخليا، والحراك المتصاعد للإرهاب بالمنطقة منذ انهيار النظام السياسى فى ليبيا.

 

المستشارة الألمانية وبعد اجتماعها بالرئيس "محمد يوسف" أعلنت عن تأسيس ثالث قاعدة غربية بالنيجر ، فبعد أمريكا وفرنسا تم السماح للألمان بالتمركز فى الشمال المضطرب، من أجل تأمين خطوط الإمداد لقواتها العاملة فى الشمال المالى تحت المظلة الأممية، وللحضور فى منطقة تتقاسمها أطماع الغرب المولع بالنفط واليورانيوم وحراك القاعدة المعزز ببطش "بوكو حرام" ومغامرات "داعش" الأخيرة.

 

 

ميركل المرهقة بفعل عامل الهجرة ، لم تخف رغبتها فى وضع حد لقوافل المهاجرين الأفارقة وهي تعبر صحراء النيجر باتجاه ليبيا، بدل ترك الآلاف يعبرون إلي ألمانيا وإيطاليا عبر قوارب الموت المتمركزة على السواحل الليبية.

رغبة سارع وزير داخلية النيجر إلى الإعراب عن استعداد بلاده للمساهمة فيها، قائلا إن المشاورات بين النيجر وألمانيا ناقشت ملف الهجرة السرية والإرهاب، وإن النيجر مستعدة لأي جهد أوربى قد يحاصر الظاهرة التى باتت تهدد القارة العجوز.

 

غير أن الغريب فى الزيارات الأخيرة لبعض المسؤولين الأوربيين  للمنطقة– كميركل وفابيوس وأولاند- هو تجاهل الدولة الموريتانية، والجهود التى بذلتها القوات المسلحة فى مواجهة "القاعدة" و"التوحيد والجهاد" واحتوائها للمد الجهادى بشكل مبكر، وانخراطها فى دعم وتدريب وتأطير القوات المجاورة التى أثبتت عجزها عن تأمين مواطنيها أو الرعايا الأوربيين على أراضيها، رغم المال الغربى والتمركز المستمر للقوات الأمريكية والفرنسية والألمانية على أراضيها.

 

وتنشط القاعدة منذ سنوات فى الشريط الرابط بين مالى وليبيا والنيجر، وقد خلفت العديد من الضحايا من خلال عملية مركزة تشنها من وقت لآخر على كبريات المدن والقواعد العسكرية بالمنطقة.

 

وتشعر نواكشوط بخيبة أمل كبيرة جراء التعامل الأوربى مع الجهود المحلية المبذولة لمواجهة الإرهاب والهجرة السرية، وترى أنها فعلت الكثير لأمن المنطقة وقاطنيها، وأوقفت سيل المهاجرين الراغبين فى "الفردوس" الأوربى، عبر ضبط حركة الأجانب المقيمين على أراضيها، وحماية حدودها البرية والبحرية، من خلال تفعيل القوات المسلحة والقوات الأمنية المكلفة بضبط ومراقبة الحدود.

 

كما خاضت عدة كتائب موريتانية معارك قوية مع تنظيم القاعدة فى الشمال المالى، وأحبط العديد من عملياته العسكرية، وساهمت فى مد أنظمة إقليمية وغربية بالكثير من المعطيات الإستخباراتية بحكم الحضور الموريتانى فى الشريط الملتهب بالساحل، وتمكن قوات الأمن والجيش من اختراق عدة حركات اسلامية مسلحة فى الشمال المالى والنيجر وليبيا، والتغلغل داخل معاقل التنظيمات المقاتلة بالمنطقة.

10-10-2016

زهرة شنقيط